تبدو الكتابة فى هذا الموضوع الشائك الذى تتناوله فصول هذا الكتاب أقرب إلى الكتابة العلمية الجافة؛ لكنها عند أحمد الخميسى تنحو نحواً مختلفً؛ حيث استخدم مهاراته؛ الفنية وخبراته كروائى متمرس, بَدَتِ الكتابة وكأنها عمل سردى
يأخذ بلب القارىء منذ السطور الأولى وحتى نهاية الكتاب. ترى هل يستطيع الكاتب دقع هذا الباب المغلق بين المسلمين والأقباط. إنه يتكىء على إرث حضارى ضارب فى التاريخ لشعب أضاء النور للعالم كله؛ فهل أضحى هذا الباب عبئاً ثقيلاً على الشعب المصرى بحيث يعجزون عن فتحه فيتحد شطرا الأمة ليصبحا شيئًًا واحدًا.

هذا الكتاب يؤكد أن حضارة المصريين غالبا على كل فرقة وأنه بإمكانهم تخطية هذه العتبة المريرة؛ بل هدمها,؛ إنه يدعونا أن نواجه هذه البغضاء وتلك الكراهية اللتين علقتا بثياب المصريين؛ ويضع على كاهل المثقفين هذه المهمة؛ فهم ضمير الأمة ووجدانها الصاحى. كتاب شائق؛ تقرام مرة ومرة ومرة؛ لكاتب يغمس قلمه فى مداد الروح, فيُخرج سطورا مضفرة بألق الأمل فى مستقبل باذخ لأبناء هذا الوطن.

مقتطفات من مقالات عن الكتاب

«الباب المغلق بين الأقباط والمسلمين» هذا هو عنوان واحد من أجمل ما قرأت فى الوحدة الوطنية بأسلوب روائى آسر يجعل القارئ يأتى على فصوله فى جلسة واحدة دون توقف. فكاتبه لا يتمتع فقط بروح وطنية عالية؛ وليس فقط بالتزام إنسانى رفيع»؛ وإنما هو فى الوقت ذاته أديب مخضرم من أسرة شاعرة. وإن كان له بصمته المتفردة عن سائر أقريائه الكبار من الكتاب الشعراء. هو الدكتور أحمد الجميسى التى لا يمهر كتاباته ولا عموده الأسبوعئ فى "أخبار الأدب" بلقبه العلمى؛ حتى يقرب المسافة بينه وبين قارئه؛ بينما ما يكتبه يبز أكثر ما يدونه أفضل الأكاديميين. ولكن بأسلوب جزل محبب ينساب إلى عقل وقلب القارئ بلا حواجز أو عبارات «مكلكعة».

«الباب المغلق بين الأقباط والمسلمين» كتاب جديد لقصاص وكاتب نادر» جوهرة يصقلها العمل والالتزام والاستقامة هو أحمد الخميسى, الذى يبدا كتابه هذا وكأنه مشروع قصصى فى موضوع ساخن. ثم يسير فى تتابع يشمل ‎17‏ قطعة متصاعدة تجمع شتات ظاهرة الفتنة الطائفية أو الوحدة الوطنية أو الأحداث المؤسفة أو الواقع الاجتماعى والثقافى المختل باسم التدين الجديد
الذى يحجب الوحدة والإبداع والسلام الاجتماعى والتقدم. كل هذا الموضوع الواسع المتشعب يقدمه أحمد الخميسى فى شجاعة واختصار واقتصاد فى :رسمه وطرح جوانبه وتسجيل وقائعه والإشارة إلى الأعمال الأدبية التى تناولته.