لقد مثلت الموانئ الجزائریة في العهد التركي قوة الإیالة الجزائریة من الناحیة العسكریة والاقتصادیة، إذ كانت تعتبر من أكبر الثغور والقواعدا لعسكریة، كما شك لت مصدر إقتصادي هام كان من بین المصادر الرئیسیة الممولة لخزینة الإیالة، وهذا عن طریق القرصنة البحریة وهو ما اصطلح عنه في بعض المصادر بالجهاد البحري، و كما حافظت هذه الموانئ على دورها المنوط بها في تنشیط المواصلات البحریة الداخلیة وهذا بین موانئ الإیالة في حد ذاتها وخارجیا في علاقاتها الإقتصادیة مع الدول المجاورة، ونظرا لما تكتسیه هذه المؤسسة من أهمیة اقتصادیة وعسكریة فقد عمل الإحتلال الفرنسي منذ الوهلة الأولى على العنایة بها وهذا وفق ما تقتضیه حاجیات ومتطلبات القرن التاسع عشر.
وتكمن أهمیة الدراسة في مدى تأثیرها على تاریخ الجزائر خلال الفترة الحدیثة والمعاصرة. “1914 – والتي جاءت موسومة ب ” أثر الموانئ الجزائریة في الاقتصاد الكولونیالي 1830 و التي تعتبر بدورها دراسة أولیة تناولت تطور الموانئ الجزائریة الرئیسیة ( وهران – الجزائر- سكیكدة- عنابة) خلال الفترة المذكورة آنفا، من حیث التأسیس والمنشآت، بالإضافة إلى إبراز دور هذه المؤسسات البحریة في النشاط الإقتصادي والتجاري للجزائر، وكذا مساهمتها في خلق شبكة مواصلات داخلیة فیما بینها، وأخرى خارجیة مع الدول المجاورة التي تربطها معها علاقات تجاریة. فقد حاولنا تناول موضوع الدراسة بطریقة علمیة أكادیمیة انطلاقا من المصادر والمراجع المتحصل علیها.
خطة تتألف من مقدمة وفصل تمهیدي وفصلین أساسیین وخاتمة للموضوع. أما المقدمة فانطلاقا مما یقتضیه المنهج العلمي لهذه الخطوة فلقد تضمنت أهمیة الدراسة والأسباب الذاتیة والموضوعیة التي أدت إلى اختیار هذه الإشكالیة، بالإضافة إلى الأهداف المر جوة من هذه الدراسة. وبعد طرح الإشكال العام والتساؤلات الفرعیة تم لنا الإشارة إلى المناهج المتبعة وذكر أهم المصادر والمراجع المعتمد علیها، لننتقل بذلك إلى الفصل التمهیدي والذي كان مدخلا متخصصا للدر اسة، حیث تناولنا فیه وضعیة الموانئ الجزائریة في العهد العثماني بدءا بالتأسیس والنشأة وصولا إلى الدور الاقتصادي والعسكري لكل میناء.
أما الفصل الأول فقد خصصناه إلى المشاریع الأو لى التي حظیت بترمیم أو توسیع الموانئ الجزائریة في الحقبة الكولونیالیة، لنعالج في شطره الثاني الدور الإقتصادي والتجاري الذي لعبه المیناء الجزائري في تلبیة أطماع الكولون.
وفیما یخص الفصل الثاني فقد تطرقنا من خلاله إلى دور المؤسسة البحریة المتمثلة في المیناء الجزائري في خلق وإ حیاء شبكة المواصلات الداخلیة المتمثلة في شبكة السكك الحدیدیة وشبكة الطرقات البریة، وكیف ساهم المیناء في مد هذه الخطوط الحدیدیة نحو الأسواق الداخلیة وكذا تعبید طرقها، وكیف كان المیناء الجزائري همزة وصل بین التجارة الداخلیة والخارجیة والمتعلقة بالمتروبول في حد ذاتها أو الأسواق الأوروبیة، ناهیك على أن الموانئ الجزائریة كانت تشكل فیما بینها شبكة مواصلات بحریة داخلیة.
لنصل بذلك إلى آخر خطوات هذه الدراسة المتمثلة في الخاتمة والتي خصصناها بطبیعة الحال لعرض أهم النتائج المتحصل علیها، والتي حاولنا من خلالها الإجابة على الإشكال العام وتساؤلاته الفرعیة.
رابط الدراسة
حجم الملف 33 ميجابايت
[sociallocker] [/sociallocker]المقدمة حيث تعد الألعاب الإلكترونية من أهم الوسائل الترفيهية التي يستخدمها الأفراد في حياتهم اليومية،… أقرا المزيد
التسرب المدرسي التسرب المدرسي هو مصطلح يُستخدم لوصف حالة التلاميذ الذين يتركون المدرسة دون الحصول… أقرا المزيد
مفهوم التوحيد التوحيد هو مفهوم في الإسلام يشير إلى توحيد الله عز وجل، وهو أساس… أقرا المزيد
مقدمة تغيرات المناخ هي مجموعة من الظواهر الجوية الطويلة الأمد التي تؤثر على المناخ العالمي… أقرا المزيد
السيل الكبير يعتبر "السيل الكبير" في الطائف من أشهر الأودية في المنطقة، وهو يشهد تدفقًا… أقرا المزيد
نبذة عن تويتر تويتر هي منصة تواصل الاجتماعية عبر الإنترنت حيث تم إنشاؤها في عام… أقرا المزيد
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط.