قامت الولايات المتحدة منذ استقلالها على بناء قوتها الذاتية، وانطلقت في تقدمها بسرعة كبيرة. مستغلة قلة القيود الاجتماعية والجغرافية، وانعدام الأخطار الخارجية الجسيمة، وتدفق رأس المال الاستثماري وقد أدى الازدهار الاقتصادي إلى ازدهار التجارة الخارجية، وهو الأمر الذي دفع إلى الإهتمام بالعلاقات الدولية، وبروز الحاجة إلى تشكل سياسة خارجية أمريكية، فتنامي القوة الصناعية الأمريكية والتجارة الخارجية خلق الاهتمام بالسياسة الخارجية.
واعتمدت أمريكا في بناء قوتها الذاتية علئ التوسع من الداخل إلى الخارج، أي داخل أراضيها وبعد أن استكملت الدولة الجديدة السيطرة على كامل “أراضيها”. بدأت في التوسع نحو مجالها الإستراتيجي (المحيطين الهادي والأطلسي)، وفي إطار هذا التوسع، أصبح هدف المشروع الأمريكي جذب كل أنام الكوكب إلى مجتمع مثالي، تشكل على الأرض الأمريكية، وتحقيقه أولاً بالتسامح ثم بالقوة عند الاقتضاء، وأخيرًا بالتجارة، فمهمة أمريكا هي أن تدل بقية العالم على طريق التوبة والتطهير الكبير والإصلاح الاجتماعي. وتراكم الثروة بشتى الطرق وهو ما يعكس نظرة “رسالية” و”استعلائية” للذات تجاه العالم.
فالحالة الأمريكية منذ نشأتها تعبر عن قوة متطلعة ذات طابع إمبراطوري خارج فكر التوازن الدولي. وهو ما حكم الرؤية الأمريكية للعالم علئ مدئ قرنين تقريباً حيث تطمح إلى أن تكون هي ذاتها النظام الدولي، وهكذا مارست دورها ني العلاقات الدولية، منذ بداية توسعها الدولي، فمسيرة سياستها الخارجية منذ نهاية القرن التاسع عشر وحتول الآن تأتي استجابة لعاملين: القوة المتنامية باطراد، والمصالح التوسعية الإمبراطورية. متراوحة في ذلك بين مبدأ المثالية الذي صاغه ويلسون ومبدأ “القوة” الذي صاغه روزفلت. ولكن دون وجود خلاف على هدف “السيادة الأمريكية الكونية”.
وبدأ بروز الدور الأمريكي منذ أوار القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، الذي نظر إليه الأمر يكيون باعتباره “قرن أمريكي”. فقد نجحت الولايات المتحدة خلاله في بناء قوة عسكرية ضخمة ومتفوقة، تتوازن مع قدرتها الاقتصادية الأمر الذي فتح أمام القوة الأمريكية طريق الهيمنة، وإن كان التحدي السوفيتي قد عطل انطلاق الحلم الأمريكي بجعل القرن العشرين “قرنا أمريكيا” فقد تأجل الحلم من وجهة نظر البعض إلي القرن الحالي “الحادي والعشرين” فالولايات المتحدة وفق لهم هي مركز العالم ومحوره. وعليها أن تقود العالم في مختلف المجالات. تعبيرا عن الحق والقوة معا وأن تقدم النموذج الذي تحتذي به كل شعوب العالم، وأصبح الفكر المهيمن هو فكر “الهيمنة”.
وتقوم استراتيجية “الهيمنة” على استمرار السيطرة الجيوسياسية، وأن تسعى الولايات المتحدة إلى زيادة قوتها النسبية (مقارنة بقوة الدول الأخرى) إلى أقصى حد. فالدول تكسب الأمن ليس من خلال توازن القوى، بل عبر اختلال توازن القوى لمصلحتها ففي عالم يتسم بالصراع والتنافس يعتمد أمن الدولة على القوة العسكرية ودعاماتها الاقتصادية، ومن الأفضل للدولة أن تكون هي الدولة رقم (1) بين الدول.
وتفترض استراتيجية الهيمنة أن للولايات المتحدة مصلحة حيوية في الحفاظ على الاستقرار في النظام الدولي، وأنه من الضروري استمرار زعامة الولايات المتحدة لأنها شرط للاستقرار الشامل، أما عدم الاستقرار فهو خطر لأنه يهدد بالقضاء على الرابطة بين أمن الولايات المتحدة والمصالح الاستراتيجية التي حققتها من خلال الاعتماد الاقتصادي المتبادل.
وترسخ فكر الهيمنة مع البدايات الأولي للدولة الأمريكية: فالهيمنة المعنوية والتجارية التي يتمتع بها الأميركيون؛ القائمة علئ القوة العسكرية والثقة بالنفس ليست قضية حديثة العهد، بل بدأت مع ظهور أصول الأمة الأميركية الأولى. حيث ظلت هذه الهيمنة جوهرها الأساسي.
المقدمة حيث تعد الألعاب الإلكترونية من أهم الوسائل الترفيهية التي يستخدمها الأفراد في حياتهم اليومية،… أقرا المزيد
التسرب المدرسي التسرب المدرسي هو مصطلح يُستخدم لوصف حالة التلاميذ الذين يتركون المدرسة دون الحصول… أقرا المزيد
مفهوم التوحيد التوحيد هو مفهوم في الإسلام يشير إلى توحيد الله عز وجل، وهو أساس… أقرا المزيد
مقدمة تغيرات المناخ هي مجموعة من الظواهر الجوية الطويلة الأمد التي تؤثر على المناخ العالمي… أقرا المزيد
السيل الكبير يعتبر "السيل الكبير" في الطائف من أشهر الأودية في المنطقة، وهو يشهد تدفقًا… أقرا المزيد
نبذة عن تويتر تويتر هي منصة تواصل الاجتماعية عبر الإنترنت حيث تم إنشاؤها في عام… أقرا المزيد
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط.