ملخص الدراسة:

بالرغم من أن الشاعر شاؤول جيرنخوفسكي (وهو من كبار الشعراء العبريين) عاش حياة مترفة ملئها الرخاء والترف وظهر جل ذلك في أعماله الأدبية في وصف الحياة والجمال والحب والطبيعة الخلابة إذ يعد في طليعة الشعراء اليهود في نتاجا ته الشعرية الدنيوية إلا إن ذلك لم يمنعه ايضاً من كتابة القصائد التشاؤمية البعيدة كل البعد عن التفاؤل والتي تحمل في طياتها من الحقد والكراهية لغير اليهود وتأجج نار الحماس وعدم الاستسلام والموت المقدس لليهود في جميع أنحاء أوربا آنذاك، خصوصاً ما كان يواجهه اليهود من معاملة سيئة قذرة تفصلهم وإحساسهم الكامل عن الآخرين، فقد كانت قصائد الشاعر الصهيوني جيرنخوفسكي مليئة بصورة الانتقام والحقد على الآخرين وتعبر بالوقت نفسه عن ثقة عالية بالنفس بالنسبة لليهود المنتشرين في إنحاء العالم، حيث كان يطلب في قصائده "ليكن هذا ثأرنا" و "سيفي اين سيفي"و"الموتى الأوائل" من جميع اليهود إلى مقاومة كل أنواع "الاضطهاد" وعدم الرضوخ إلى أشكال الذل كافة والمهانة. ونتيجة لنظرته التشاؤمية التي ظهرت في بعض قصائده على خلاف ما عرف به الشاعر ونتيجة لنظرته القومية التعصبية العنصرية التي يتمتع بها اليهودي فقد حدد خطأ منهجه في الحياة على اعتبارهم "شعب الله المختار" وظل متقوقعا محصوراُ في عزلة تامة عن المجتمعات بالرغم من انتشارهم في أنحاء بعيدة من العالم، أن النبرة التشاؤمية في هذه القصائد واضحة كل الوضوح فالشاعر يعالج موضوعاً شائعاً في الشعر الصهيوني هو موت اليهود وإحساسهم بانفصالهم الكامل عن الآخرين حيث أطلقت عليه ايضاُ"شاعر القوة" أو "شاعر الجبروت" ذلك لقوة دفاعه عن القوى الكامنة في "الشعب اليهودي" حسب اعتقاده.