ملخص الدراسة:

فقد أسهمت الدراسات الحديثة في مجال المدارس النحويّة في كشف النقاب عن تاريخ النحو العربي ، وما مرّ به من مراحل ، والتعرّف على الأبعاد التي أدت الى تطوّره ونموّه وتكامله ، وقد حاولنا من خلال هذا البحث أن نظهر أحد أولئك النحاة الذين عاشوا تلك المرحلة التي تكشف عن نصاعة الآراء النحويّة والصرفيّة وخلوصها خدمة للتراث النحوي المنسوب الى علماء العربيّة الأفذاذ ؛ وقد وقع اختيارنا على الرياشي البصري وهو من العلماء الذين عاشوا في القرنين الثاني والثالث الهجريين ، مرحلة ازدهار الدرس النحوي ، وتضمّن البحث ثلاثة أقسام الأوّل : حياة الرياشي ابتداء من ولادته حتى وفاته ، والثاني : ضمّ اراءه النحويّة ، أمّا الثالث : فقد ضمّ اراءه الصرفيّة،وكان منهج البحث يعتمد على التأصيل للمسألة التي يتعلّق بها الرأي النحوي ، أو الصرفي ويعدّ ذلك بمنزلة التمهيد للرأي ؛ كي تكون فكرته واضحة ، ثمّ عرضه ومناقشته ، وصولا الى النتائج التي أسفر عنها البحث ، ومنها : تبيّن لنا أنّ الرياشي من النحويين المبرزين في المدرسة البصرية ، وكانت له عقليّة متحررة في إبداء الآراء الدقيقة ؛ لأنّه ظهر في بعض آرائه مخالفا لمذهب شيوخه البصريين ، وأنّه اتفق مع الكوفيين في بعض الآراء ، ودلّت بعض آرائه على أنّه كان يقرر بعض الأحكام اعتمادا على النادر من المأثور العربي ، وهذا يدل على أنّه كان يمتلك نظرة خاصّة الى الواقع اللغوي قد تتعلّق بالمتكلم دون المتلقي في بعض الظواهر اللغويّة ، خلافا للأحكام النحويّة العامة .