ملخص الدراسة:

تكونُ نسبةُ التَّدَاْخُلِ الصَّرْفِيِّ بين المعنيين الصرفيّين اللَّذينِ يجتمعانِ في بعضِ الأفراد، ويفترقُ كلٌّ منهما عن الآخرِ في أفرادٍ تخصُّه، كالنسبةِ بين معنى المصدريّة، ومعنى الجمعيّة.ويتداخل الصنفانِ الصرفيّانِ اللَّذانِ تقومُ بينهما نسبةُ التَّدَاْخُلِ الصَّرْفِيِّ، بحيثُ تَدخلُ بعضُ أفرادِ الصنفِ الأوّلِ في الصنفِ الثاني، وتَدخلُ بعضُ أفرادِ الصنفِ الثاني في الصنفِ الأوّلِ. وتمتازُ نسبةَ التَّدَاْخُلِ الصَّرْفِيِّ من نسبةِ التَّبَايُنِ الصَّرْفِيِّ، ونسبةِ العُمُوْمِ الصَّرْفِيِّ بأنّها تكونُ بين الأصنافِ الصرفيّةِ فقط، ولا يمكنُ أن تقعَ بين الأمثلةِ الصرفيّةِ. وترجعُ صورُ التَّدَاْخُلِ الصَّرْفِيِّ إلى نسبةِ التَّبَايُنِ الصَّرْفِيِّ، أو ترجعُ إلى نسبةِ العُمُوْمِ الصَّرْفِيِّ؛ لذلك لا يُعتمَدُ على نسبةِ التَّدَاْخُلِ الصَّرْفِيِّ في التفريقِ بين الأمثلةِ الصرفيّةِ، وإنّما في التفريقِ بين الأصنافِ الصرفيّةِ فقط.والتَّدَاْخُل الصَّرْفِيّ تصنيفٌ دلاليّ، قائمٌ على تصنيفِ الأصنافِ الصرفيّةِ على وفقِ الدلالاتِ الصرفيّةِ التي تدلّ عليها، بالاستنادِ إلى التَّرْكِيْبِ الصَّرْفِيِّ الدِّلَاْلِيِّ، والكشفِ عن مواضعِ الاجتماعِ، ومواضعِ الافتراقِ. ويقوم التَّدَاْخُل الصَّرْفِيّ على حقيقة الاخْتِصَاْصِ الصَّرْفِيِّ، بحيث تختصُّ كلُّ صيغةٍ صرفيّةٍ مُستعمَلة بالدلالةِ على معنًى صرفيٍّ، لا يُشارِكُها في الدلالةِ عليه مُشارَكةً تامّةً أيُّ صيغةٍ صرفيّةٍ أخرى. وعلى أساسِ هذا الاختصاصِ يقعُ التصنيفُ الدلاليُّ، بحيثُ تتداخلُ الأصنافُ الصرفيّةُ في صورٍ كثيرة. ولولا الاخْتِصَاصُ الصَّرْفِيُّ لكان التَّصْنِيْفُ الصَّرْفِيُّ التَّدَاخُلِيُّ شكليًّا لا دلاليًّا. وقد اعتمد المصنّفونَ على التَّدَاْخُلِ الصَّرْفِيِّ في إيرادِ الأمثلةِ الصرفيّةِ، فإذا أراد أحدُهم أن يُمثِّلَ لفعلٍ مزيد مثلًا، فلا يُبالي إذا كان الفعلُ ماضيًا أو مضارعًا أو فعل أمرٍ، ولا يُبالي إذا كان مبنيًّا للفاعلِ أو مبنيًّا للمفعولِ.