ملخص الدراسة:

تُعدّ مشكلة اضطراب العناد الشارد من أهم وأبرز المشكلات التي تواجه الأسرة والمجتمع، وإن الزيادة في الانتشــــار تشكل خطراً كبيراً على أمن المجتمع واستقراره, أذ يُعدّ العلاج المعرفي السلوكي الأكثر فاعلية في علاج الاضطرابات النفسية ومنها اضطراب العناد الشارد حيث تقل بدرجة كبيرة احتمالات حدوث انتكاسة بعد الانتهاء من استخــدامه، وقد يرجع ذلك إلى أنّه يستخدم استراتيجيات للمواجهة يتم التدريب خلال البرنامج العلاجي، كما أنه يركز على المكــــونات المعرفية والانفعالية والسلوكية التي يتضمنها اضطراب العناد الشارد ، ومن ثم تتنوع التقنيات المستخدمة خلال البرنامج العلاجي. إذ يستهدف البحث الحالي التعرف على أثر العلاج المعرفي السلوكي في خفض اضطراب العناد الشارد .وقد عرضت الباحثتان مجموعة من نظريات العلاج المعرفي السلوكي ومنها نظرية(ألس)العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي ونظرية( آرون بيك) العلاج المعرفي السلوكي ونظرية ( مكينبوم ) تعديل السلوك المعرفي وعرضت أيضا اتجاه التحليل النفسي والاتجاه السلوكي للبرنامج العلاجي واضطراب العناد الشارد وقد تبنت الباحثتان في بناء المقياس والبرنامج العلاجي نظرية ( آرون بيك & ميكنبوم) للعلاج المعرفي السلوكي في البحث الحالي. أما المنهج الذي أتبعه البحث الحالي هو المنهج التجريبي وذلك من خلال استخدام مجموعة تجريبية ومجموعة ضابطة، أما بالنسبة للعينات فقد اشتملت عينة بناء أداتا البحث على طالبات المرحلة الابتدائية تمّ اختيارهم عشوائياّ أذ بلغت (400) طالبة. أما عينة تطبيق البرنامج فقد تم استخدام أسلوب العينة القصديّة في اختيار عينة البحث الحالي ، وقد بلغ عدد الطالبات (250) وقد حصلت الباحثتان على عدد من الطالبات الذين يعانون من اضطراب العناد الشارد ، وتم اختيار (30) طالبة ، إذ تم تقسيمهن على مجموعتين:(تجريبية وضابطة) بعد أن أجرى التكافؤ بين أفراد المجموعتين على أساس درجات أفراد المجموعتين على مقياس اضطراب العناد الشارد والعمر والتحصيل. أما الخصائص السيكومتريه المستخدمة في البحث الحالي هو الصدق الظاهري وصدق البناء أما الثبات فقد أستخرج بطريقة إعادة الاختيار و طريقة التجزئة النصفيّة . أما بالنسبة لتحديد أولويّات البرنامج العلاجي فقد تم جدولة مجالات مقياس اضطراب العناد الشارد على الجلسات بناءً على شدتها وتكرارها, أما التقنيات المستخدمة في البرنامج العلاجي إعادة البناء المعرفي و مراقبة الذات و التعليم الذاتي و التعزيز الذاتي والنشاط اليومي.وتحقيقاً لأهداف البحث الحالي فقد أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائياً بين متوسط درجات المجموعة التجريبية ومتوسط درجات المجموعة الضابطة في الاختبار البعدي ، ولصالح أفراد المجموعة التجريبية وهذا يدل أنّ البرنامج العلاجي في البحث الحالي كان له أثر كبير وواضح على أفراد المجموعة التجريبية , وبناءٍ على نتائج البحث الحالي فقد خرج ببعض التوصيات والمقترحات.