ملخص الدراسة:

إن التوزيع الجغرافي للسكان في أي منطقة من العالم يرتبط بعدد من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والتاريخية والسياسية والحضارية ، التي يختلف كل منها في أهميته ومدى تأثيرها في ذلك التوزيع بحسب الزمان والمكان ،لذلك فان التوزيع الجغرافي لا يتم بأنماط منتظمة في الوحدات المكانية ، وهذا ما ينطبق على محافظة المثنى حيث التباين في التوزيع بين وحداتها الإدارية المختلفة والتي تدخلت فيه متغيرات عديدة كشفت عنها الطرق الإحصائية التي استخدمت لتحليل التوزيع المكاني للسكان في المحافظة . على أساس ذلك فقد تم في هذا البحث تحليل الصورة التوزيعية لسكان محافظة المثنى باستخدام عدة طرق إحصائية وكارتوجرافية لإبراز التباينات المكانية للسكان بتباين المكان واختلاف الزمان وباعتماد التعدادات السكانية 1977 و1987 و1997 وتوقعات السكان لعام 2007 ، وهذه المقاييس الإحصائية الكمية تمثلت في نسبة التركز السكاني Population Concentration Ratio ومنحنى لورنز Lorenz Curve وقرينة لورنز ومعامل جيني Gini Conefficient ومعامل جبس ومارتن Martin Gibs .وهذه الطرق أخذت بنظر الاعتبار تطور الحجم السكاني للمحافظة خلال المدة 1977 – 2007. لقد كشفت مؤشرات التمركز السكاني إلى أن حالة عدم الاستقرار هي الصورة السائدة لتوزيع السكان في محافظة المثنى ، تلك الحالة التي عبر عنها التباين المتزايد للتوزيع المكاني بين الوحدات الإدارية للمحافظة ، وبالتالي فان ذلك يعكس حقيقة التفاعل بين سكان المحافظة والمساحة المكانية التي يعيشون عليها ، حيث التركز المكاني للسكان في بعض المناطق وخاصة الأجزاء الشمالية من المحافظة ممثلة بمراكز الاقضية وتحديدا مركز قضاء السماوة ، وهناك مساحات واسعة تضمها المحافظة تمثل مجالاً جغرافيا واسعاً يمكن اعتماده في رسم سياسات سكانية وتنفيذها لإعادة توزيع السكان بما يخلق حالة من التوازن المكاني في ضؤ سياسات تنموية مكانية قادرة على تحقيق الموازنة الكافية وبالشكل الذي يخلق حالة من التوازن المكاني للسكان وبما يتلاءم والموارد الطبيعية المتاحة في المحافظة .