ملخص الدراسة:

المكان في روايات ( ميسلون هادي ) سواء كان أليفاً ام معادياً حقيقاً ام متخيلاً انما هو الذاكرة الموازية لذاكرة الانسان الذي فيه والتي تضطلع بمهمة توثيق وتسجيل أدق أحداثه وأبرزها صغيرها وكبيرها ، حلولها ومرها ليكون المكان في النهاية هوية ثابتة أو بديلة للشخص اذ ما فقدت هويته حتى وان بقي فيه . وكان ( المكان الواقعي ) هو المتسيد على الانماط الأخرى لان ( ميسلون هادي ) كاتبة الرواية واقعية ، ان فضاء كل رواية من روايات ( ميسلون هادي ) هو العراق ، والعراق هو مسرح الأحداث ونلاحظ تأثر الشخصيات بالأحداث التي مّر بها العراق فالمكان له تأثير مباشر على الشخصيات التي كان اغلبها يعاني من الظروف والإحداث المتمثلة بالحروب والحصار مما يدفع الشخوص الى البحث عن ملاذات اكثر أمناً، (خالد) في رواية الحدود البرية يقرر الهجرة من العراق ليجد له ملاذاً أمناً في بلد أخر. و ( ياسر ) في رواية ( حلم وردي فاتح اللون) أحبطته أوضاع العراق وتمنى ان يعود الى بوسطن ليجد الحرية والأمان . وأولاد هنية في رواية(بنوءه فرعون) الذين هاجروا الى بلاد مختلفة . لانهم لم يجدوا فرص عمل مناسبة و ( محمود ) في ( شاي العروس ) قرر الهجرة بعدما أحبطته كل الحوادث التي حصلت من أنفجارات وحوادث قتل . و ( عبد الحليم ) و ( بدر ) في رواية " حفيد البي بي سي " هاجرا كلاجئين إنسانيين إلى برطانيا بسبب ما رآوه من الدمار والقتل بعد الحرب الاخيرة . ( فالعراق ) هو الفضاء الروائي لروايات ( ميسلون هادي ) وهو الاطار لأحداث الرواية وللشخصيات وهو بالنسبة للشخصيات مكان ( عقبة ومعادي ) لانه يحد من تحقيق أحلامهم ومن أستمرار حياتهم بالشكل الذي تمنوه بهذا تقلب ( ميسلون هادي) المعادلة المنطقة لعلاقة المكان بالانسان وبخاصة ما اذا كان هذا المكان هو الوطن أو أحد أطرافه فالمنطقي ان يكون المكان حاوياً وحاضناً لمن فيه مغدقاً عليهم الأمن والطمأنينة ان كان وطناً أو بيتاً أو ملاذاً لكن المكان في العراق وفي بغداد . أصبح هو الآخر خائفاً قلقاً وبحاجة الى من يحميه . وأما بلاد المنفى أو البلاد التي يهاجرون أليها بحثاً عن تحقيق الأحلام ليعيشوا بسلام وأطمئنان وهدوء فهي بلاد واقعية مثال (أمريكا – بريطانيا فهي أماكن أليفة بالنسبة للشخصيات واما (المكان المتخيل) فهو مرتبط بماتتمناه الشخصية وعما تبحث عنه مثل . وقد توظف الرواية أسماء غير واقعية للدلالة على اماكن واقعية لأخفاء نوع من الخيال الفني أو لابعاد الصبغة الواقعية على الاماكن ( فالمكان الخيالي ) في روايات(ميسلون هادي) أما مرتبط بما تفكر به الشخصية وتحلم به . او أنه مكان واقعي لكنها لا تحدد جغرافية فتية وبهذا تجعل المتلقي يتصور ويخيل هذا المكان .