ملخص الدراسة:

يهتم علم الجغرافية السياسية والجيوبوليتيك بالدراسات الأثنوغرافية لما لها من دور كبير في تحديد عوامل القوة والضعف في حياة الشعوب والأمم . فهنالك التركيب ألاثني المتجانس والآخر الغير متجانس. وتمتاز قارة إفريقيا بتركيب سلالي ولغوي وديني متعدد . وتتنوع اللغات في إفريقيا تنوعا" كبيرا" ففيها أكثر من ألف لغة تتوحد في 100 مجموعة تقريبا". ويوجد في جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير سابقا") لوحدها على سبيل المثال 518 لغة من لغات البانتو بفعل العزلة التي تعيشها شعوب هذا البلد الإفريقي بسبب سيادة الغابة الاستوائية الكثيفة . ويسود القارة الإفريقية مجموعة ديانات منها الديانات المحلية التقليدية (الوثنية) الذي يشكل أتباعها 38 % من سكان إفريقيا. أما الأقزام والهونتونت فهم معروفين بعبادة الإله الواحد . ويشكل إتباع الديانات المحلية التقليدية أكثر من 80 % من سكان بعض الدول الإفريقية كما في بوتسوانا وسوازيلاند وجمهورية إفريقيا الوسطى وقولتا العليا. ويدين بالمسيحية 22% من سكان القارة الإفريقية (9% كاثوليك , 7% بروتستانت , 6% أرثوذكس) وقد ازداد عدد المسحيين على يد البعثات التبشيرية بعد إن كان مقصورا على شمالي إفريقيا والحبشة (إثيوبيا) . لقد اتسعت دائرة الإيمان بالإسلام في وقتنا الحالي وغير من التكوين القومي للقارة حتى أصبح الآن يشكل أكثر من 50% من سكان القارة. أما الديانة الهندوسية فهي محدودة الانتشار في جنوب وشرق القارة الإفريقية , ويعتقنها السكان من أصول هندية . وتوجد في القارة كذلك الديانة اليهودية التي يبلغ عددهم 107 إلف تقريبا" . يعيش معظمهم في المدن الكبرى فقط في جنوب إفريقيا حيث مصارف المال والبنوك التجارية . وتكمن مشكلة البحث بالخليط ألاثني المتعدد في القارة وخصوصا" التركيب الديني . والذي بدوره يشكل تحديا" جيوبوليتيكيا" لانتشار الإسلام في القارة . اما المناهج العلمية المتبعة بالبحث تمثلت بالمنهج التاريخي والإقليمي والتحليلي . وقسم البحث إلى مبحثين الأول الجغرافية السياسية والجيوبوليتيك في إفريقيا وتناول في عناوينه الفرعية متغيرات الجغرافية السياسية في الخريطة الإفريقية والخصائص الجيوبوليتيكية الطبيعية والبشرية والاقتصادية لأقاليم القارة ومستقبل الثروات الطبيعية وسمات الاقتصاد الإفريقي . فيما تناول المبحث الثاني الإسلام في إفريقيا متضمنا"في عناوينه الفرعية التوزيع الجغرافي للديانات في افريقيا وجهود العرب المسلمين في نشر الإسلام والعوامل التي يسرت ذلك . لقد تطرق البحث الى المعطيات التي ساهمت في زيادة الوزن الجيوبوليتيكي للإسلام في القارة . كما توصل البحث الى جملة نتائج منها عالمية الإسلام ورفضه للعنصرية والمناطقية والاتساع المتزايد في حجم المسلمين , وتصاعد دوره في المحافل الاقليمية والدولية, وفي إعادة الصف الإفريقي , وقوة تنامي تأثيره الاجتماعي والسياسي والإعلامي وتزايد أعداده في الدول غير الإسلامية داخل القارة , كلها عوامل جعلت الإسلام أن يكون دين المستقبل في قارة المستقبل . وجازت لنا أن نطلق اليوم تسمية (قارة إفريقيا الإسلامية).