ملخص الدراسة:

في عصر يدعم ثقافة الحرب والايمان بالحلول العسكرية لحسم الصراعات الاجتماعية والسياسية، يتخذ ويليام إدغار ستافورد (1914 - 1993)، شاعر اللاعنف والحائز على جائزة الكتاب الوطني ولقب الشاعر المتوّج للولايات المتحدة الامريكية، يتخذ مكانة مهمة في الشعر الأمريكي لسعيه الدؤوب لتوضيح رؤياه لمفهوم اللاعنف ، ومناهضته للحرب. ظل إيمانه بالسلام وقناعته بعدم جدوى الحروب راسخة دون تغيير منذ الحرب العالمية الثانية حتى وفاته في عام 1993. وكرافض للخدمة العسكرية ، التحق ستافورد ضمن دعاة اللاعنف مع كل من روبرت لويل (1917-1977) ووليام ايفرسون (1912-1994)،أولئك الشعراء المدنيين الذين لعبوا دورا أساسيا في تشكيل وتمثيل الشعر المناهض للحرب العالمية الثانية. عرف ستافورد انه لا يستطيع وقف الحرب، ولكن من خلال أدبه كان يسعى لتفعيل ثقافة السلام، وبناء بلد جديد، وعالم يستند على الاخاء حيث يختار افراده الحفاظ على الحياة بدلا من وضع حد لها، واستعادة صورة ألارض الجميلة التي دمرتها الحروب. طوال الخمسين سنة لمسيرته الادبية ، دعم ستافورد مبدأ السلام والمصالحة ، معتبرا إياه موقفا مستقلا لمواجهة أساليب العنف والقوة في القرن العشرين. كيف واجه ستافورد من خلال شعره تاريخ ما يسمى بحروبٍ لا مفر منها، وقوى الحداثة والنزعة العسكرية، والدعاية للحرب، وكيف تحدى التصوير التقليدي للوجه القبيح العذب للحروب من خلال مفهومه الشعري للسلام، هي أسئلة رئيسية تحاول هذه الدراسة بحثها والاجابة عليها. وتهدف هذه الدراسة ايضا للتأكيد على أن شعر ستافورد لم يكن طرحا رومانسيا لايمانه بالسلام بل واقعيا في دفاعه عن مبدأ بناء عالم حر خالٍ من النزاعات.