ملخص الدراسة:

القرآن الكريم كما هو معلوم لا تنقضي عجائبه ،وفيه من المواعظ والآيات ما يغني كل متأمل وباحث في أي مجال من مجالات البحث ،ولا سيما التربوية منها ؛وعليه يلحظ كل قارئ للقرآن الكريم المساحة التي شغلتها القصة مما تدعونا إلى التأمل والتدبر. فليست القصة القرآنية فقط – كما يظن البعض- تسلية للرسول  وآله ، ولكن لها أغراضُ كثيرة ،يستشف منها طرق للتربية، وتهذيب ،وتقويم للنفس البشرية. إنُّ عملية التعمق في القرآن الكريم، ودراسته دراسة واعية يبرهن ويثبت بما لا يدع مجال للشك أن الإسلام يواكب تطورات الحياة وتبدّلات الزمان، والقصة القرآنية من أهم الوسائل التي استخدمها الإسلام – فضلاً عن تطورات الحياة – لتغذية العقول ،وتهذيب النفوس ،فضلاً عن ،الترويح المنشود والهادف، فهي تفتح مغاليق العقول عندما تتعايش مع الأحداث التي يسردها الكتاب العزيز ، كوّن القصة القرآنية من أهم أبواب البيان القرآني ،حاكية عن التوحيد والوعد والوعيد، مروراً بالفضائل و الأخلاق والسلوك والتشريع. فدراسة القصة القرآنية في بيانها وبرهانها بما تحمل من وصايا الله  وقصص الأنبياء والرسل ،تٌلقي بظلالها على النشء الجديد سلوكاً وعملاً وأخلاقاً. فهدف الدراسة يعرّف بأثر القصة الطاغي على وجدان التلميذ ، مما يلقي بظلاله على إدراك المنظومة القيمية والأخلاقية ،دون صعوبات وبأسلوب مشوق وممتع دون الإخلال بالمقررات من (حفظ - حديث – عقائد – سيرة ) والسعي لإيجاد محتوى متناغم للصفوف الأولية يكون الهدف الرئيس التأثير في سلوك التلميذ ،وربطه بدينه وانعكاس ما موجود من قصص دينية وأخلاقية لإضفاء التميز عن الدروس الأخرى. وعليه، فالوقوف على أهمية الدراسة ينصب من ناحية أن القصة القرآنية أهم الأساليب الحديثة ،ولاسيما للصفوف الأولية لما لها من عميق الأثر في خلق عنصر جذب داخل الصف يختلف عن الدروس الأخرى ،فضلاً عن ذلك إعمال الخيال لدى التلميذ من خلال تصور الأحداث في الماضي ليتقمص الدور الإيجابي من كل ما يدور وبذلك يتم لعب الأدوار بطريقة بسيطة دون فرض أسلوب الأمر والنهي بل بحب الشخصيات الصالحة وتمني أن يكون جزء في الأحداث التي سعت لخدمة البشر وهنا يكمن أثر القصة في إفهام التلميذ بأن الأحداث تتكرر، وهنا ينبغي علينا أن نكون فاعلين كما كانوا الذين سبقونا في خدمة البشرية بأسرها. لذلك، سنعتمد على المنهج الوصفي( دراسة نظرية) بعد بيان القصة – ماهيتها – وكما مبين في ثبت المحتويات، ثم الاستفادة من الموروث الإسلامي لاسيما ،الكتب التي تتحدث عن أسباب النزول وعلى شروح الأحاديث وكذلك كتب السيرة النبوية التي تتحدث عن سيرة الأنبياء والصالحين. فكانت هذه الدراسة في مقدمة وثلاثة فصول ،الفصل الأول والثاني فيه ثلاثة مباحث والفصل الثالث يتضمن خمس مباحث لمنهجية البحث.