ملخص الدراسة:

جاءت زيارة الشاه محمد رضا بهلوي (1941-197 ) لتمثل انعطافة جديدة في تاريخ العلاقات الايرانية – الامريكية ، فقد تم مناقشة القضايا المفصلية التي تخص كلا الدولتين ، وعلى رأسها مسألة التسلح وانتاج وبيع النفط الايراني والامن ،خصوصاً بعد اعلان الحكومة البريطانية رغبتها الانسحاب من منطقة الخليج العربي في غضون ثلاث سنوات . حاول الشاه محمد رضا بهلوي اثناء زيارته لواشنطن الايحاء للإدارة الامريكية انه قادر على حماية مصالح الولايات المتحدة ليس في ايران فحسب ، بل في عموم منطقة الخليج العربي والشرق الاوسط بشكل عام التي تشهد اضطراباً سياسياً وتدخلاً دولياً لا سيما من جانب الاتحاد السوفيتي الذي يدعم الاحزاب الشيوعية في المنطقة ، لأسقاط الانظمة الحاكمة ليس في ايران فحسب ، بل في شتى انحاء العالم . حرص القادة الامريكيين على تلبية مطالب الشاه سيما العسكرية ، وتم مناقشة موضوعات انتاج النفط وطرق تصديره والتعاون مع الشركات النفطية الامريكية , وقد ابدى الامريكيين تعاطفاً في التعامل مع العديد من القضايا التي ابدى الشاه وجهة نظره فيها ، وتم تشكيل لجان متخصصة للنظر فيما اذا كان بمقدور الحكومة الامريكية تنفيذها من عدمه. كان الشاه محمد رضا بهلوي يرى ان أي قضية او مسألة او أي حدث في المنطقة لابد من ان يكون لإيران دور فعلي في صناعته او حله وكان دائماً يصور دولته راعية المبادرة الأولى في وضع الرؤى الأساسية لسياسة المنطقة العربية ، ولم يترك الشاه صغيرة ولا كبيرة الا وابدى رأيه فيها وعبر عما يدور في أروقة مؤسسات بلاده تجاه تلك القضايا.