ملخص الدراسة:

تناول البحث مشكلة التلوث الضوضائي التي تعاني منها أغلب المدن العراقية إن لم يكن جميعها ، ألا وهي ضوضاء المولدات الأهلية في مركز ناحية المنصورية التي تشغل مساحة تبلغ(331969) دونماً وتقع في القسم الشمالي من قضاء الخالص ضمن محافظة ديالى ، بين دائرتي عرض(34ْ) و(23َ 34ْ) شمالاً وبين خطي طول(39َ 44ْ) و(45ْ) شرقاً؛ إذ تجاوزت مستوياتها الضوضائية المحددات البيئية المسموح بها عالمياً ولجميع الاستعمالات (التعليمية ، الصحية، الصناعية، عموم المجتمع)، ويرجع سبب ذلك الى التوزيع العشوائي للمولدات الأهلية في منطقة البحث ، إذ تركزت في الحي القديم دون أي حي سكني أخر ، وهذا ما يحلل سبب ارتفاع الضوضاء في حي سكني دون أخر ومقارنة بعدد سكان منطقة البحث ، إذ بلغ (19870) نسمة لعام 2016 بعد أن كان (10338) نسمة لعام 2009. واستخلص البحث أن أقصى مستوى ضوضائي سجل عند موقع المولدة رقم(14) التي بلغ مستواها الضوضائي (108.7db) لصيف عام 2016 في حين سجل أدنى مستوى ضوضائي كان عند المولدة رقم(17) حيث بلغ مستواها الضوضائي(82.5 db) لشتاء عام 2015،بينما سجلت المستويات الضوضائية ارتفاعاً ملحوظاً في فصل صيف عام 2016 مقارنة مع فصل شتاء عام 2015، وترجع الباحثة هذا الارتفاع الى تأثير عاملي درجة الحرارة وسرعة الرياح واتجاهه في منطقة البحث، حيث تراوحت المستويات الضوضائية لصيف عام 2016 ما بين (91.4 db -108.7 db)، في حين تراوحت المستويات الضوضائية لشتاء عام 2015 ما بين (82.5 db -97.1 db) متجاوزة بذلك عتبة الألم للأذن والسمع والبالغة 80 db كما حددتها قوانين الأمن والسلامة العامة، فضلاً عن تجاوز الخلفية الضوضائية المحددات البيئة المسموح بها عالمياً، إذ سجلت (95.74 db) لشتاء عام 2015 وصيف عام 2016. وأعتمد البحث في قياس مستويات الضوضاء باستخدام (Digital sound Level Meter)،و استخدام أداة التحليل الجيو إحصائي Geostatistical Analyst في برنامج Arc map10.1 ،لغرض تحليل البيانات المكانية لكل موقع، ومن ثم استخراج خريطة التوزيعات المكانية لإنشاء سطوع لمواقع المولدات النقطية ،بالاستناد على قياسات كل نقطة من المولدات الأهلية في ناحية المنصورية، لنستخرج بالمحصلة النهائية خريطة توضح مقدار التنبؤ الضوضائي مع الأخذ بنظر الاعتبار مقدار المسافة العكسية بمسافة مقدارها 50 متراً،إذ إن البرنامج يتنبأ بتواجد الضوضاء في المولدات والنطاقات المكانية القريبة اكثر من تلك البعيدة عن مصدر الرصد، موضحا ذلك على الشكل تدرج لوني في خرائط البحث