تغيير مساحات اهوار جنوب العراق وبيئتها المستقبلية pdf
ملخص الدراسة:
يتداخل في هذا الموضوع السياسي بالاقتصادي، لما للمياه من اهمية لاغنى عنها، اذ كانت ولم تزل مقياسا للحضارة لاسيما في المناطق الحارة الجافة.إن العالم في تسارع لدرجة بدأ يأكل ذاته، فلم يُبقٍ من موارد الارض الا الجفاف والتلوث الذي اثرعلى الجهاز العصبي للنظام المناخي العالمي مكونا منظومات مناخية تفضي الى تداعيات غير محسوبة في هذا المكان اوذاك، فهي اما تسبب الكوارث الفيضانية وتشرد وتقتل السكان، واما تؤدي الى كوارث الجفاف التي تشرد وتقتل الانسان. انها مفارقة تسارع خطى الهدم لا البناء للنظم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئيـة.اذن نحن الان امام مشكلة الجفاف لابد من الانتباه لها وهي قادمة الينا على مختلف الاصعدة، فلابد من مواجهتها دون مسايرتها، لاننا جميعا في قارب واحد. اذ سيأتي يوما تنسحب المياه من تحته ونحن دون ان ندري نغرف في الرمال ظنا منا اننا لم نزل فوق المياه.هذا الاستقراء العام ننزل من خلاله الى الجزئيات التي ترتبط به، ولاسيما تلك التي تتعلق بالمياه بغية محاورة واقع المشكلةالتي يعاني منها العالم عموما والعراق ذو النهرين العظيمين خصوصا في الوقت الحاضر، متوسلين السبل التي تتحسب كل المفترقات لتجاوزها نحو بناء نظام اقليمي آصرته الثقة بين مكوناته، وليس انشاء منظومة تحمل بين طياتها المصالح الذاتية، فنحن الآن بحاجة الى نظام لا الى منظومة.لذا نجد ان منطقة جنوب العراق، كبيئة مائية بامتياز قد تعرضت الى تغييرات مهمة ناجمة عن عاملين اساسيين هما: العامل الطبيعي والعامل السياسي - الاقتصادي.فالعامل الطبيعي يرتبط بالتغييرات المناخية العالمية، اما العامل السياسي - الاقتصادي فقد ارتبط باتجاهين احدهما داخلي (ذاتي) والآخر خارجي (موضوعي)، وقد تضافر هذان العاملان على نقصان كمية المياه الواصلة كحصة قانونية الى نهري دجلة والفرات وروافدهما سواء من تركيا او من ايران، مما ادى الى انخفاض كبير في مناسيب مياه الاهوار، لضعف مصادر تمويلها. لقد ادى تناقص مناسيب الاهوار الى تغييرات مهمة في المساحة المغمورة بالمياه، اذ بلغ حدا افضى الى تغيير معالم المنطقة بكاملها، فانعكس هذا على النظام البيئي المائي وتدهور الغطاء النباتي وتدنت نوعية المياه والتربة، وهجر الانسان والحيوان والطير بيئته.وقد تم متابعة تغييرات مناسيب الاهوار على خرائط توضح تراجع بيئة الاهوار من خلال تقلص مساحاتها المغمورة عبر مراحل ثلاث تؤشر مدى تراجع الاهمية البيئية والتاريخية والحضارية لهذه المنطقة التي اكتسبتها عبر العصور، وان ما كان يميزها في السابق قد فقدته في الوقت الحاضر.وبعد ان كانت هذه المنطقة استقطابية تمثل محمية طبيعية لانواع خاصة من النبات والحيوان والطير ومكانا مهما لصناعة السياحة لما فيها من مقومات طبيعية تنعكس من خلال اسهاماتها في الانتاج الزراعي والحيواني والسياحي تعزيزا للاقتصاد المحلي من جهة واقتصاد العراق من جهة اخرى ,أمست منطقة طاردة لمـا أصـابـها من جـفـاف .بيد ان الوضع السياسي الحالي إن لم يستقر كما ينبغي ببناء دولة مؤسساتية لها نظرة بانورامية لكل الابعاد الاقتصادية والاجتماعية والخدمية والبيئية تستثمر موارد العراق كافة في بناء ارضية تساعد على جذب رؤوس الاموال لبناء القطاعات المتضررة على وفق رؤية معاصرة بعيدة عن كل المزايدات ولاسيما القطاع السياحي الاكثر اهمية في الاقتصاد الوطني وهذا يشمل منطقة الدراسة، ودون ذلك فان الغد ينادي اهوارنا للانضمام الى الاراضي المتصحرة، وتمسي الاهوار شيئا من الماضي.
خصائص الدراسة
-
المؤلف
ماهر يعقوب موسى
-
سنة النشر
2010
-
الناشر:
مجلة آداب البصرة - جامعة البصرة
-
المجلد/العدد:
المجلد 2 ، العدد 54
-
المصدر:
المجلات الاكاديمية العلمية العراقية
-
الصفحات:
الصفحات 183-205
-
نوع المحتوى:
بحث علمي
-
اللغة:
العربية
-
ISSN:
1814-8212
-
محكمة:
نعم
-
الدولة:
العراق
-
النص:
دراسة كاملة
-
نوع الملف:
pdf
معلومات الوصول
-
رابط الدراسةhttps://www.iasj.net/iasj/download/c3d8f21ea33f1c17