ملخص الدراسة:

إن من البديهيات أن يحتل النظر مكانة بالغة الأهمية في بناء إدراك و لغة الإنسان بحيث ان النظرة الواحدة كفيلة ببناء وتخزين عدة مفاهيم عن الاشياء من حواله. هذه الدراسة ترتكز على فكرة او سؤال جوهري يتلخص بمدى و كيفية تأثير فقدان هذه الحاسة الضرورية على استيعاب الاستعارة, خصوصا ان الاستعارة هي احد اهم الظواهر اللغوية و التي تستند في بناءها على المقارنة بين شيئين او مفهومين والاشارة الى احدهما من خلال بعض خصائص الاخر. لقد شملت الدراسة على اثنان وخمسون طفل ينقسمون بالتساوي الى مكفوفين و مبصرين (مجموعة متغيرة و مجموعة ضابطة) وفي دورها تنقسم كل من هاتين المجموعتين الى مجموعتين فرعيتين, مجموعة فرعية تضم الاطفال الذين تجاوزوا سن الثانية عشرة واخرى لمن هم دون ذلك. لقد تم عرض ثمانين استعارة على العينات لأجل تفسيرها. تصنف هذه الاستعارات اعتمادا على محتواها مرة وعلى نوعها مرة اخرى, حيث يعكس تنوع المحتوى مجمل المظاهر المادية والمعنوية في العالم المحيط كاللون والنسيج المادة او نوع سطحها والشكل والحجم و المفاهيم المجردة. اما تصنيفا حسب النوع فيبنى على التقليدية مرة (استعارات تقليدية و اخرى جديدة) وعلى التعقيد مرة اخرى (استعارات معقدة واخرى بسيطة). لقد أظهرت نتائج البحث مقدرة ملحوظة على استيعاب الاستعارة من قبل الاطفال المكفوفين لكنها تأتي متأخرة مقارنة بنظرائهم من المبصرين. لقد وجد أن الأطفال المكفوفين الذين تجاوزوا سن الثانية عشرة يتساوون في مقدرتهم مع من المبصرين الذين لم يتجاوزوا ذلك السن بعد. وكنتيجة متوقعة كشفت الدراسة عن دور كبير للبيئة و الفروقات الفردية في عملية نمو مقدرة الاستيعاب تلك بالنسبة للمكفوفين اكثر منها للمبصرين.