ملخص الدراسة:

ان الاتجاهات الجغرافية الحديثة تسعى إلى تتبع منظومة الخدمات التي تقدمها المدن لسكانها واقليمها ؛ لذلك اولى المهتمون بتخطيط المدن والجغرافيون اهمية بالغة بالخدمات جميعها ومنها الخدمات التعليمية من حيث توزيعها المكاني ، ومقدار كفاءتها وكفايتها ، ودراسة متغيراتها والعوامل التي تؤثر في كفاءتها وفعاليتها ، بالنظر إلى ان التعليم هو حاجة وخدمة في الوقت نفسه ؛ فالحاجة التعليمية تتطلب توفير مستوى معينٍ من التعليم المرتبط بالأبنية المدرسية ، والهيأة التدريسية والملاكات الوسطية ويتقدمها خدمة للجهة المستفيدة (التلميذ أو الطالب) . تتسم مدينة البصرة بالانتشار الواسع للمدارس الاهلية لأنها تمثل احدى الوسائل التي تسعى الى زيادة فرص التعلم ، كما انها جانب حضاري يسهم في تطور النواحي التربوية والتعليمية ، فضلا عن تخفيف الزخم الطلابي الحاصل للطلبة في المدينة على المدارس الحكومية، وهي فرصة لاستيعاب العدد الهائل من الخريجين من معلمين ومدرسين الذين ينتسبون الى تلك المدارس ؛ لغرض ضمان تدريس الطلبة في المراحل الدراسية جميعها . ومع ذلك فأن توزيع المدارس الاهلية في المدينة يخضع لمتغيرات بشرية عديدة لأنها تتبع القطاع الخاص في ادارتها وبالتالي فقد تباين توزيعها المكاني بالنسبة لأحياء المدينة ؛ لأجل ذلك حرص البحث على دراسة الكفاءة المكانية للمدارس الاهلية بالاستعانة بنظم المعلومات الجغرافية للسنة الدراسية 2018/2019 ، بما يحقق الفائدة القصوى لسكان المدينة من ناحية والتنمية الاقتصادية والخدمية من ناحية اخرى.