ملخص الدراسة:

هدفت الدراسة إلى استكشاف التوجيه التربوي في خطاب الرسل لأقوامهم كما جاء في القرآن الكريم وقد تبلورت مشكلة البحث في السؤال الرئيس التالي: ما معالم التوجيه التربوي في خطاب الرسل لأقوامهم كما جاء في القرآن الكريم؟ وتفرّع من السؤال الرئيس التساؤلات البحثية التالية: 1- ما مفهوم التوجيه التربوي في الإسلام؟ وما الأسس التي يقوم عليها؟ 2- ما مجالات التوجيه التربوي من خلال خطاب الرسل لأقوامهم كما جاء في القرآن الكريم؟ 3- ما مقومات التوجيه التربوي من خلال خطاب الرسل لأقوامهم كما جاء في القرآن الكريم؟ 4- ما أساليب التوجيه التربوي من خلال خطاب الرسل لأقوامهم كما جاء في القرآن الكريم؟ 5- ما معوقات التوجيه التربوي من خلال خطاب الرسل لأقوامهم كما جاء في القرآن الكريم؟ ولقد استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي، كما استفاد الباحث من أسلوب تحليل المحتوى من ناحية كيفية. وقد توصّلت الدراسة إلى النتائج التالية: 1- أن القرآن الكريم يمثل الإطار المرجعي للتوجيه التربوي، لذا فلا غرو أن يختلف التوجيه التربوي الإسلامي عن غيره في المضمون والمفهوم فهو يعمل على إعداد الإنسان للدنيا والآخرة وينطلق من التصوّر الإسلامي للنفس والكون والحياة وهو ليس مسئولية المربّي فقط بل أيضًا مسئولية الوالدين والمعلمين والمدرسة والمجتمع والإعلام والمسجد. 2- يقوم التوجيه التربوي على مبدأ حرية الإنسان واختياره فلا قسر ولا إكراه بل نصيحة وإقناع مع التأكيد على أن الإنسان يتحمل تبعة اختياره لذلك يشدّد التوجيه التربوي على الدعوة للالتزام بالتوجيهات وطاعتها لأنها من لدن عليم خبير. 3- توصّلت الدراسة إلى أن القرآن العظيم غني بالتوجيهات المختلفة التي تمثل برنامجًا شاملاً لمساعدة الإنسان لتحقيق الغاية من وجوده وهي عبادة الله كما شرع فزوّدته بالمفهومات الصحيحة عن دوره ومهامه في الأرض فهو إنسان مستخلف ومسؤول، كما زوّدته بمنهج علمي للنظر يقوم على التدبر والتأمل كما اهتمت بأخلاقه الظاهرة والباطنة وعملت على ترسيخ البناء الاجتماعي وحمايته من العبث والفساد وشكّلت التوجيهات في مجملها أمن الإنسان الفكري والأخلاقي والاجتماعي. 4- أوضحت الدراسة أن للتوجيه التربوي مقوماته التي يرتكز عليها وهي الموجه وبرنامج التوجيه الذي ينطلق من حاجات الأقوام ومشكلاتهم، وكشفت الدراسة عن الكثير من المقومات الشخصية والمهنية وأن كل رسول حمل برنامجًا للإصلاح يختلف حسب نوع المرض الاجتماعي والأخلاقي، تمثل العقيدة فيه الجانب الأهم ويقوم البرنامج على أصول ثابتة هي عبادة الله وحده وطاعته والتقوى والعمل الصالح. 5- أبانت الدراسة عن غنى وتنوّع أساليب التوجيه التربوي الإسلامي فقد راعت جميع مداخل النفس البشرية وحالاتها وراعت جانب الوحدة والتكامل للطبيعة الإنسانية وخاطبت العقل والنفس والحس فكان فيها الترغيب والترهيب والقدوة والتعريض والتوجيه الجماعي والفردي وقد تكاملت فيما بينها لتحقيق أهداف التوجيه التربوي. 6- يرتكز التوجيه التربوي على مبدأ ربط الإنسان بالله وتوفير البيئة الصالحة والقدوة الحسنة مع تبنيه مبدأ تقديم البديل ومبدأ التكرار والتوجيه برفق والتشجيع ومراعاة الفروق الفردية والاهتمام بالحواس و إشراك المتعلم في النشاط. 7- أشارت الدراسة إلى أن نجاح التوجيه لا يرتبط فقط بكفاءة الموجّه أو رسالته أو وسيلته بل إنها تعتمد على المدعو (المستقبِل) وخصائصه وإمكاناته وظروفه وكشفت الدراسة عن معوّقات كثيرة اعترضت التوجيه تتعلق بالمستقبِل قد وزّعت على ثلاثة أبعاد فكرية ونفسية-أخلاقية وثقافية-اجتماعية ومن أمثلة المعوّقات؛ العوامل النفسية والتشبث بالتراث والجهل والجمود العقلي. وفي ضوء النتائج التي توصّلت إليها الدراسة يوصي الباحث: بضرورة البدء بترسيخ البناء العقدي عند البدء بأي إصلاح تربوي أو اجتماعي أو أخلاقي وذلك من خلال غرس الاعتزاز بالإسلام وتنقية المناهج من كل فكر مناقض للعقيدة الإسلامية وأن تنبثق فلسفة التربية والتوجيه من عقيدة الأمة وفكرها وضرورة تبصير المربين برسالتهم وبمنطلقات التوجيه التربوي الإسلامي ومجالاته وأساليبه وخصائصه ومعوقاته وأن تعمل المؤسسات التربوية في تناغم بعيدا عن التناقض وأن تشتق معايير اختيار الطلاب لكليات التربية والدعوة من مقومات الموجه وألا يقتصر الموجهون والدعاة على أسلوب واحد من أساليب التوجيه ولا بدّ من لأن يراعي الموجهون المربون والمعلمون الخصائص النفسية والاجتماعية والفكرية والبيئة الثقافية للموجَّهين والمتعلِّمين إلى جانب المتطلبات النفسية والنمائية لهم.

توثيق المرجعي (APA)

منصور, مصطفى يوسف محمد (2002). التوجيه التربوي من خلال خطاب الرسل لأقوامهم كما جاء في القرآن الكريم. الجامعة الإسلامية - غزة. 18230