ملخص الدراسة:

لقد أدى التقدم العلمي المذهل إلى تزايد مستمر في حجم المعرفة العلمية، وقف المتعلم أمامها عاجزاً من أن يلم بأطرافها، ومن ثم ظهرت المفاهيم لتستخدم كمحاور أساسية للمنهج الدراسي ليقلل من اتساع الحقائق العلمية التي يُفترض في المتعلم أن يعلمها. والعلوم الشرعية لم تقف بعيدة عن حركة التقدم العلمي وما نتج عنها من مشكلات وقضايا، وإنما واكبت هذا التقدم حيث أفسحت جانباً لعرض ومناقشة وإظهار أحكام الشرع في مشكلات المجتمع وقضاياه، الأمر الذي أدى إلى تراكم المعرفة الشرعية بما تضمنته من حقائق ومفاهيم، ومع حاجة الطلاب لهذا التراكم المعرفي ليكونوا على وعي وبصيرة بالأحكام الفقهية وقضايا المجتمع كان من الضروري إجراء دراسة بعنوان: أثر توظيف المدخل المنظومي في تنمية المفاهيم الفقهية والاتجاه نحوها لدى طالبات الصف الحادي عشر. وقد هدفت هذه الدراسة إلى: 1- تحديد المفاهيم الفقهية المقررة المتضمنة في كتاب الفقه للصف الحادي عشر. 2- التعرف إلى المفاهيم الفقهية اللازم تنميتها من وجهة نظر الباحثة ومعلمي مواد العلوم الشرعية ومشرفيها التربويين. 3- التعرف إلى مدى مناسبة المفاهيم الفقهية المقترحة لطالبات الصف الحادي عشر من وجهة نظر معلمي مواد العلوم الشرعية ومشرفيها التربويين. 4- بيان أثر توظيف المدخل المنظومي في تدريس الفقه على تنمية المفاهيم الفقهية لطالب الصف الحادي عشر. 5- تكوين بنية متكاملة للمفاهيم الفقهية المقترحة مع المفاهيم التي تمت دراستها. 6- إعادة صياغة محتوى الفقه باستخدام المدخل المنظومي. وقد تحددت مشكلة هذه الدراسة في السؤال الرئيس التالي: ما أثر توظيف المدخل المنظومي في تنمية المفاهيم الفقهية والاتجاه نحوها لدى طالبات الصف الحادي عشر؟ ويتفرع من هذا السؤال الأسئلة التالية: 1- ما هي المفاهيم الفقهية المتضمنة في كتاب الفقه ؟ 2- ما المفاهيم الفقهية الواجب تنميتها لدى طالبات الصف الحادي عشر؟ 3- هل يوجد اختلاف بين متوسط درجات طالبات المجموعة التجريبية، ومتوسط درجات طالبات المجموعة الضابطة وذلك على اختبار المفاهيم الفقهية؟ 4- هل يوجد اختلاف بين متوسط استجابات طالبات المجموعة التجريبية في التطبيق القبلي، ومتوسط استجاباتهن في التطبيق البعدي وذلك على مقياس الاتجاه نحو المفاهيم الفقهية؟ وللإجابة عن أسئلة هذه الدراسة، والتحقق من فرضياتها استخدمت الباحثة المنهج التجريبي، على عينة اختيرت قصدية من مدرسة الجليل تكونت من ""76 طالبة, تم تقسيمها إلى مجموعتين – تجريبية وضابطة. وتكونت أدوات الدراسة من قائمة للمفاهيم الفقهية واختبار المفاهيم الفقهية، ومقياس الاتجاه للتحقق من صحة فرضيات الدراسة. وقد توصلت الدراسة إلى نتائج من أهمها، ما يأتي: 1- مناسبة جميع المفاهيم الفقهية التي تضمنتها أداة الدراسة من وجهة نظر المشرفين والمعلمين. 2- وصلت الدراسة إلى مفاهيم فقهية لازمة لطلبة الصف الحادي عشر تضمنت ثلاثة (3) مفاهيم رئيسية هي: (العقوبة، والحدود، والقصاص). 3- إن هناك مفاهيم فقهية لازمة لطلبة الصف الحادي عشر لم ترد في الكتاب المقرر ووردت في القائمة وهي (الأمن) كمفهوم رئيسي فقط، وكذلك مفهوم الفقه وتفرع عنه كل من مفهوم (العقوبات)، وكذلك مفهوم (الحدود)، وقد تفرع عنه كل من مفهوم: (الزنا, الشفاعة, القذف, المحصن, والغير محصن, السرقة, الاختلاس, النهب, الحرابة, الردة, البلوغ, الجناية, الذرائع, درء الشبهات)، ومفهوم (التكليف)، وتفرع عنه كل من مفهوم: ( البلوغ, والعقل)، وأخيراً مفهوم (الحدود والجنايات)، وقد تفرع عنه كل من مفهوم: (اللواط، والزنا، والقتل، والقذف). 4- لم يرد في القائمة المعدة من قبل الباحثة ولا في المفاهيم المقررة مفاهيم غير لازمة وذلك بحسب آراء أفراد العينة من مشرفين تربويين ومعلمين. 5- حظيت جميع المفاهيم الفقهية التي وردت في القائمة بمستوى عالٍ من المناسبة وذلك وفقاً لآراء عينة الدراسة من المشرفين التربويين والمعلمين لمواد العلوم الشرعية، مما يدعم ذلك من قوة اختيار المفاهيم وجودتها، ومراعاتها لمستوى نمو الطلبة وحاجتهم. 6- التوكيد على الإفادة من المفاهيم الفقهية التي حددتها الدراسة الحالية لطالبات الصف الحادي عشر. 7- الاهتمام بإعداد قوائم المفاهيم الفقهية اللازمة للطلبة في كل مرحلة دراسية. 8- ضرورة تزويد المقرر بأمثلة منتمية وأخرى غير منتمية، لكي تسهم في إيضاح خصائص المفهوم، وإبراز علاقته بالمفاهيم الأخرى، مع مراعاة التدرج في عرضها. 9- مراعاة معلمي المادة للتدرج في عرض المفاهيم الفقهية، وتقويم تعلم الطلبة لها، بهدف إدراك قاعدة المفهوم، مع خصائصه لدى الطلبة. ومن هنا فإن الباحثة توصي بما يلي : 1- ضرورة استخدام المدخل المنظومي في تعلم التربية الإسلامية وفروعه، كونه من الأساليب الفعالة التي تعمل على تحقيق العديد من أهداف تدريس التربية الإسلامية. 2- ضرورة إعادة تنظيم محتوى كتب التربية الإسلامية باستخدام المدخل المنظومي وتحديد العلاقات بين المفاهيم بصورة واضحة. 3- ضرورة إدخال المدخل المنظومي في ربط المواد الدراسية يبعضها دون الاكتفاء بتطبيقه على مادة بعينها. 4- العمل على إعداد دليل معلم يشتمل على معلومات توضح استخدام المدخل المنظومي في تدريس التربية الإسلامية. 5- عقد دورات لمعلمي التربية الإسلامية بالمراحل المختلفة للتدريب على استخدام المدخل المنظومي في تدريس التربية الإسلامية. وفي ضوء نتائج الدراسة وتوصياتها سابقة الذكر، التي أظهرت بوضوح وجلاء فعالية المدخل المنظومي في تنمية المفاهيم الفقهية لدى طالبات الصف الحادي عشر، ختمت الباحثة دراستها بمقترحات لدراسات أخرى، من أهمها: 1- فعالية استخدام المدخل المنظومي في تدريس التوحيد في المرحلة الابتدائية. 2- أثر استخدام المدخل المنظومي على تنمية التفكير الإبداعي لدى طالبات المرحلة الثانوية. 3- اتجاهات معلم التربية الإسلامية نحو المدخل منظومي في التعليم والتعلم. 4- تطور مناهج التربية الإسلامية بالمرحلة الابتدائية في ضوء المدخل المنظومي. 5- برنامج لتدريب معلمي التربية الإسلامية على استخدام المدخل المنظومي في التعليم والتعلم.

توثيق المرجعي (APA)

الرملي, اسلام طارق عبد الرحمن (2011). أثر توظيف المدخل المنظومي في تنمية المفاهيم الفقهية والاتجاه نحوها لدى طالبات الصف الحادي عشر. الجامعة الإسلامية - غزة. 19933