ملخص الدراسة:

الحمد لله الذي أسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة, والصلاة والسلام على خير الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد r وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه واقتفى أثره إلى يوم الدين، وبعد... فمن نعم الله العظيمة التي منَ الله بها علينا نعمة الإسلام, وأكرمنا بالشريعة الغراء التي تحمل في بطونها لآلئ جساماً وكنوزاً لامعة تحتاج إلى من يستخرجها من مظانها, جاءت شاملة لجميع نواحي الحياة الدينية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها, صالحة لكل زمان ومكان, ومن رحابة الشريعة وسماحتها وسعتها أنها جاءت مواكبة لأحوال الناس وصفاتهم وتغير ظروفهم, ومناسبة لأزمانهم وأماكنهم وعاداتهم وأعرافهم, فمقصدها عظيم, جاءت رعاية لمصالح العباد ودرء المفاسد عنهم, ولتكفل لهم سعادتهم, ولتنشر الرحمة والعدل والإحسان بينهم, قال الله تعالى: [إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ], ولتجلب التيسير, وترفع الحرج والمشقة, قال الله تعالى: [وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ]. لقد شهد العالم اليوم اتساعاً هائلاً في مجال المعاملات المالية المختلفة والتغيرات المفاجئة التي لربما توقع الغموض والإشكال بين الناس. وهنا تتجلى مرونة الشريعة ومقاصدها وهي تحلق في الأفق لتعالج كل مستجد وكل متغير طارئ ؛ حتى لا يقع الظلم والجور, أو يحدث غموضٌ بين الناس, ففي موضوعنا "أثر الظروف الطارئة على العقود الآجلة" وصورتها: قد يطرأ بعد إبرام العقود ذات التنفيذ المتراخي تغيير مفاجئ في الظروف والأحوال لم يكن متوقعاً ولا في الحسبان يجعل تنفيذ أحد الطرفين لالتزامه يلحق به إرهاقاً وخسارة بالغة الضرر, فإما أن نزيل هذا الضرر الناشئ أو أن نخفف منه بتعديل العقد أو تعويضه.

توثيق المرجعي (APA)