ملخص الدراسة:

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد: فإن الله عز وجل بعث نبينا محمدا ﷺ بهذا الدين الإسلامي الحنيف ، مراعيًا حاجاتِ الناس المتعددة على مر العصور والأزمان ، ومن رحمة الله عز وجل أن صحح هذا الدينُ كثيرا من تعاملات الناس التي كانوا يتعاملون بها في الماضي ، وأرشد النبيُّ ﷺ في كثير من الأحيان إلى أسلوب التعامل الصحيح فيها ؛ فعن أبي سعيد الخدري ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ استعمل رجلا على خيبر ، فجاءه بتمر جَنيب ، فقال رسول الله ﷺ: « أكلُّ تمرِ خيبرَ هكذا؟! » ، قال : لا والله يا رسول الله ، إنا لنأخذ الصاع من هذا بالصاعين ، والصاعين بالثلاثة ، فقال رسول الله ﷺ: « لا تفعل ، بع الجَمْع بالدراهم ، ثم ابتع بالدراهم جَنيبًا » . ونظرًا لأن الناس حاولوا التحايل على كثيرٍ من الأحكام الشرعية وخصوصا في مجال التعاملات المالية ، فقد نتج عن هذه المحاولات ما هو صحيح وما هو في حاجة إلى التصحيح والضبط . إن المعاملات المالية التي يتداولها الناس في عصرنا الحالي ومحاولتهم للتحايل في إبرام العقود المتعددة في عقد واحد ، تجعلنا في حاجة لإعادة النظر والتمحيص فيها من جديد . ولذلك كان لزامًا على علماء الأمة ومفكريها وباحثيها أن يسلكوا بالناس طريق الجادة فيما يستجد من تعاملاتهم ، ويبيِّنوا لهم ما يوافق شرع الله منها وما يخالفه ، وكان من ذلك هذا البحث المتواضع الموسوم بـــ : ( المواطأة على إبرام العقود المالية المتعددة في عقد واحد وتطبيقاته المعاصرة ) وذلك مساهمة مني في إثراءِ المكتبة الإسلامية ، ودفعا لعجلة التقدم في بيان شرع الله فيما يستجد من تعاملات الناس المعاصرة .

توثيق المرجعي (APA)