ترجيحات الإمام الصنعاني في كتاب سبل السلام (دراسة فقهية مقارنة في كتاب الجنايات) pdf
ملخص الدراسة:
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومن يُضلل فلا هاديَ له، وأشهدُ أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُهُ ورسولُه. أما بعد: فإنَّ أصدق الحديث كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمد r، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. فإنَّ أولى ما صرفت فيه نفائس الأيام، وأعلى ما خُصَّ بمزيد الاهتمام، الاشتغال بالعلوم الشرعية المتلقاة عن خير البرية، ولا يرتاب عاقل في أنَّ مدارها على كتاب الله المقتفى، وسنة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأنَّ باقي العلوم إما آلات لفهمها، وهي الضالة المطلوبة، أو أجنبية عنها، وهي الضارة المغلوبة. لقد دَأَبَ أهل العلم على إعانة الطلاب في طريق تحصيلهم، وكان من ثمرات هذا تذليل وتسهيل طرق الطلب، فألَّفوا المختصرات، ووضعوا الحواشي، وبحثوا المسائل، وجمعوا النصوص، وبينوا السقيم من الصحيح إلى غير ذلك من الطرق المعينة على فهم مراد الله، ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم. وقد التحق الحافظ ابن حجر برَكْب هذه القافلة الممتدة عبر سني التاريخ، وصَنَّف وأَلَّف وأجاد وأفاد، وأتى بالعَجَب العُجاب، حتى لُقِّب بخاتمة الحُفّاظ؛ وكان من بين تلك المؤلفات العظام التي خَلَّفها هذا الإمام، كتاب في جمع أصول الأحاديث التي تدور على ألسنة الفقهاء في شتى أبواب الفقه، والتي لا غنى للفقيه عنها إطلاقاً، حتى قال الحافظ في مقدمته لهذا الجمع: فهذا مختصر يشتمل على أصول الأدلة الحديثية للأحكام الشرعية، حررته تحريراً بالغاً، ليصير من يحفظه من بين أقرانه نابغاً، ويستعين به الطالب المبتدي، ولا يستغني عنه الراغب المنتهي. لذلك عكف أهل العلم على هذا الكتاب الذي سماه الحافظ ابن حجر: " بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام " بالشرح والتبيين والتوضيح، حتى كثرت شروحه. ومن أَجَلِّ هذه الشروح شرح القاضي العلامة الحسين بن محمد المغربي، واسم شرحه " البدر التمام شرح بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام "، والكتاب لا يزال مخطوطاً، وقد اعتمد مؤلفه في تخريج الأحاديث على " التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير " لابن حجر، واستفاد كثيراً في تعليقاته وشرحه للمتون الحديثية من كتاب " فتح الباري "، وكتاب " شرح النووي على صحيح مسلم "، و " شرح السنن " لابن رسلان؛ واعتمد في ذكر المذاهب في المسائل على كتابين هما: " بداية المجتهد ونهاية المقتصد " لابن رشد، و" البحر الزخَّار الجامع لمذاهب علماء الأمصار " لأحمد بن يحيى بن المرتضَى. لكن المغربي ـ رحمه الله ـ لم يهتم بترجيح الأقوال في كتابه المتقدم، ثم جاء بعد ذلك الإمام الصنعاني ـ رحمه الله ـ ونقح وهذب، وزاد على الكتاب الأصل وسَمَّى صنيعه وعمله بـ " سبل السلام الموصلة إلى بلوغ المرام ". وقد كتب الله ـ فيما أظن وأحسب، ولا أزكي على الله أحداً ـ لهذا الكتاب القَبول، فتلقاه العلماء بالشرح والبيان، وقرروه على طلابهم، وقررته كثير من الجامعات في عدة دول على أبنائها في الكليات الشرعية، وذلك لسهولة عبارته، واختصاره، وعدم إملاله. والكتاب طبع عدة مرات, وأفضل وأجود وأدق طبعاته طبعة الشيخ المحقق محمد صبحي حسن حلاق حديثاً، حيث طبعه في ثمانية مجلدات كبار، وسيكون عزوي في هذا البحث إلى هذه الطبعة إن شاء الله تعالى.
توثيق المرجعي (APA)
خصائص الدراسة
-
المؤلف
حلس, محمد سليمان العايدي
-
سنة النشر
2005
-
الناشر:
الجامعة الإسلامية - غزة
-
المصدر:
المستودع الرقمي للجامعة الإسلامية بغزة
-
نوع المحتوى:
رسالة ماجستير
-
اللغة:
العربية
-
محكمة:
نعم
-
الدولة:
فلسطين
-
النص:
دراسة كاملة
-
نوع الملف:
pdf