ملخص الدراسة:

الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام علي إمام المجاهدين , سيدنا محمد ابن عبد الله وعلي آله وصحبه , ومن تبع هداه إلي يوم الدين , أما بعد : يعيش الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الصهيوني حياة قاسية بالغة الصعوبة ؛ حيث تتجسد المأساة والمعاناة الحقيقية هناك جرَّاء الممارسات القمعية غير الإنسانية التي تمارسها سلطات الاحتلال , ومصلحة السجون بحق أولئك الصامدين المجاهدين خلف القضبان , بيد أن الأسرى البواسل في السجون الصهيونية النازية , قد حوّلوا حياة القيد والذل إلي حياة عزة وشموخ , فالموت الذي يغرسه السجان الظالم يقابله صمود وتحدٍ , والانتهاك يقابله ثبات وإرادة , وإننا اليوم نجل ونكبر بعز وشموخ عظمة الأسرى و شجاعتهم في السجون الصهيونية , أولئك الذين كانوا ومازالوا صامدين أمام غطرسة المحتل الجبان , أولئك الذين لقنوا إدارة الحقد النازي المتمثلة في مصلحة السجون دروساً من العزة والكرامة , وما إضراب الأسرى الأخير في 17/4/2012م عنا ببعيد , ولا زال الأسرى يسطرون بصمودهم وقوة إرادتهم , وبإيمانهم وثقتهم بنصر الله قبل كل شيء أروع وأعظم معاني العزة والإباء . وإزاء هذا الواقع الذي يعيشه الأسرى الفلسطينيون , وتبعاً للمراحل والمحطات التي يتنقلون فيها خلال الأسر ؛ حيث تبدأ بمرحلة التحقيق , والتي يُمارس فيها أبشع صور التعذيب والتنكيل بالأسرى من قبل محققي الشاباك وما يتخلل ذلك من زجِّهم في غياهب الزنازين , والتي تفتقر لأدنى متطلبات الحياة , بل هي أصلاً معدومة من مظاهر الحياة, ومن ثم تنقلهم بين السجون الصهيونية المختلفة الجاثمة علي أراضي عام 1948م . وخلال هذه المراحل وهذا الواقع كان لزاماً علي كل أسير فلسطيني أن يكون علي دراية ومعرفة بالحكم الشرعي لكثير من المسائل التي قد تطرأ أو تستجد عليه بحكم الواقع الجديد , وخاصة في جانب العبادات والمعاملات أو العلاقة مع إدارة السجن والسجان . وبناءً علي ما سبق كان هذا البحث المتواضع في بيان أحكام الأسير الفقهية والذي حاولت فيه ؛ ومن خلال معرفتي ودرايتي , بل ومعايشتي لهذا الواقع وهذه المراحل أن أتطرق لأكثر المسائل طروءاً وإلحاحاً في حياة الأسير مبيناً حكمها الفقهي , والله أسأل التوفيق والسداد .

توثيق المرجعي (APA)