ملخص الدراسة:

إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُهُ ونستعينُ بهِ ونستهديهِ ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنْفُسِنَا وسيِّئَاتِ أعمالِنَا، مَن يَّهْدِهِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لهُ ومَن يُّضْلِلْ فلنْ تَجِدَ لهُ ولياً مرشداً، والصَّلاةُ والسلامُ على سيِّدِ الخلقِ أجمعينَ سيدِنَا مُحمدٍ خاتمَ الأنبياءِ والمرسلينَ، وبعدْ،،، إنَّ أفضلَ العلومِ وأعظمَها شرفاً ورِفعةً هي العلومُ الإسلاميةُ الشرعية، ولا شكَّ أنَّ العلمَ بأحكامِ الشرعِ والفتوَى في الأمورِ الحياتِيَّةِ المختلفةِ كأحدِ فروعِ هذهِ العلومِ تحتلُّ مكانَةً عظيمةً في مقدمةِ هذه العلومِ، فالعلمُ النافعُ والفتوَى الصادقةُ بالنسبةِ للمجتمعِ الإنسانيِّ كالدواءِ الشافِي للجسدِ العليلِ. كمَا أنَّ خيرَ شريحةٍ من شرائِحِ البشرِ بعدَ الأنْبِيَاءِ والمرسلينَ هُمْ العلماءُ العاملونَ، فَهُم ورثةُ الأنْبِياءِ وحَملةُ الأمانةِ، بل إِنَّهُم – أيْ العلماءُ – أشدُّ الناسِ خشيةً للهِ وأكثَرُهُم حِرصاً على إقامةِ حُدودِهِ وتَحكيمِ شَرْعهِ وإِعْلاءِ دِينهِ، كمَا أنَّ لهُم الدَّورَ الأكبرَ في نهضةِ أمَّتِهم والذَّودِ عن حِياضِها وإِعْلاءِ صوتِ الحَقِّ في وَجْهِ الباطلِ. ولَعلَّ الإفتاءَ يُعدُّ وسيلةً من أهمِّ وسائلِ العلماءِ في تحقيقِ غايَتِهمِ النبيلةِ وأدوارِهِم العظيمةِ في النُّهوضِ بالأمَّةِ والسَّيْرِ بها نحوَ بَرِّ الأمانِ. ومِنْ فَضلِ اللهِ عليَّ أنْ وَفَّقنِي للكتابةِ في أمرِ الإفتاءِ في قطاعِ غزةَ كأحدِ الأقاليمِ الهامةِ والمؤثرةِ بأقسامهِ المختلفةِ ثُمَّ إِبرازِ دورِ أحدِ علماءِ هذا القطاعِ الحبيبِ والذي كان له بصماتٌ واضحةٌ على الإفتاءِ في عصرهِ ومكانهِ ألا وهُو الشيخُ محمدُ قوصةَ – رحمهُ اللهُ تعالى-.

توثيق المرجعي (APA)