ملخص الدراسة:

إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِ اللهُ، فلا مضل له، ومن يضلل، فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده، ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله، وصحبه، ومن سار على دربه، وسلم تسليماً كثيراً، وبعد: فإن علماءنا الأجلاء، وسلفنا الصالح رضي الله عنهم ما ادخروا جهداً، ولا اسْتَبْقَوا طاقة في خدمة الدين، وتحقيق علم الشريعة، فهم أهل الله الذين حفظ بهم دينه، وهم مصابيح الهدى الذين أظهر الله بهم نوره، وحكمته، وقد علم سبحانه ما تنطوي عليه قلوبهم من إخلاص عظيم، وهمة عالية؛ فاصطفاهم لنفسه، وصنعهم على عينه، وأظهر على ألسنتهم، وأيديهم من العلم، والحكمة ما بهر الألباب، وأعجز اللاحقين عن اللحاق، وإني لو قدر لي أن أخدمهم، وأغسل التراب عن أقدامهم، لعددت ذلك منحة، وقربة إلى الله تعالى، وإذ لم يُقدَّر لي ذلك، فإني لأرجو أن أحصل على هذا الفضل بخدمة علمهم، وبيان أفكارهم، وآرائهم، وإبانة الدرر الصقيلة التي أنتجتها قلوبهم، وعقولهم، وأقلامهم؛ لعَلِّي أعلق بذيولهم يوم لا ينفع مال، ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم. يقول الدكتور يوسف القرضاوي ـ حفظه الله ـ: " وقد وجدت مجال القول في الطهارة ذا سعة على غير ما كنت أتوقع، فقد شاع عند كثير من العلماء والمفكرين المسلمين أن فقه العبادات نضج حتى احترق، وأنه لم يعد في حاجة إلى اجتهاد ولا تجديد...ومن خلال المعايشة لفقه الطهارة تبين أن هذه المقولة غير صحيحة، وأن الفقه كله ـ بما فيه العبادات ـ في حاجة إلى اجتهاد جديد، بعضه اجتهاد إبداعي إنشائي، فيما جد من موضوعات؛ وبعضه، بل أكثره اجتهاد ترجيحي انتقائي، باختيار أحد القولين، أو الأقوال من تراثنا الفقهي القديم العريض ".

توثيق المرجعي (APA)