ملخص الدراسة:

الحمد لله حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه المنان، ذي الفضل العظيم. والصلاة والسلام على نبيه صاحب الرسالة العظمى الذي أضاء ببعثته الكون فعلم البشرية وهداها إلى الصراط المستقيم. أما بعد: لقد شرع الإسلام الزواج وحث ورغب إليه وأحاطه بسياج قوي ومتين يحميه من عوامل الهدم والانحلال، فجعل المودة والرحمة والألفة بين الزوجين. قال تعالى في كتابه العزيز: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}. وذلك أن صلاح الأسر وسعادتها ينعكس إيجابا على المجتمع، فبتشريع الزواج وما يترتب عليه تنظيم لحياة الناس وتقوية لأواصر المجتمع. وللزواج آثار منها إنجاب الأولاد الذي يعد مقصداً من مقاصد الشريعة الغراء وأحد كليات الإسلام الضرورية الخمس. قال،عزمن قائلٍ {واللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُون}، وقد رغب الرسول عليه السلام وحض على إنجاب الولد وطلبه. جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني أصبت امرأة ذات حسب وجمال وإنها لا تلد أفأتزوجها؟ قال: "لا"، ثم أتاه الثانية فنهاه، ثم أتاه الثالثة فقال: "تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم". فيه إسعاد للأسر وإعمار للكون، ومع ذلك قد تكون عوامل وأسباب مانعة من الحمل، خارجة عن إرادة الزوجين تحتاج لعلاج. وبعد اللجوء لله تعالى، يلجأ الزوجان إلى الأطباء لمعرفة الأسباب ومحاولة معالجتها. وقد تكون أسباب وعوامل العقم وعدم الإنجاب ما لا يكون علاجه إلا بالإخصاب خارج الجسم وهو ما يعرف بأطفال الأنابيب، إلا إنه أخذ صوراً متعددة تحتاج للتفصيل وبيان الحكم الشرعي فيها. وهذا ما سأتناوله في هذا البحث المتواضع تحت عنوان "الأحكام الشرعية المتعلقة بالإخصاب خارج الجسم".

توثيق المرجعي (APA)