ملخص الدراسة:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد بن عبد الله الصادق الأمين، وبعد،،، فقد اهتمت الشريعة الإسلامية بحياة الإنسان من جميع جوانبها، فقررت أحكاماً من شأنها أن تحافظ على حياته، وتحقق له السعادة في الدنيا والآخرة، ومن جملة اهتماماتها أنها ضمنت حقوق الفرد والمجتمع وحاربت الجريمة، وأغلقت كل الأبواب المؤدية إليها، وجعلت لكل جريمة عقوبة تتناسب وقدر الجريمة المقترفة، وهي مع ذلك خالية من معاني الظلم والانتقام. وقد تناول البحث موضوعاً هاماً من الموضوعات المعاصرة، ألا وهو الجريمة السياسية ضدَّ الأفراد دراسة فقهية مقارنة، حيث وضح مفهوم الجريمة، وبين منهج الإسلام في مكافحتها، وبين أنواعها وأركانه، وأظهر الجرائم المتعلقة بالحدود، والقصاص والديات وأحكام التعزير، وأوضح أن لكل جريمة أركاناً عامة وأركاناً خاصة. ثم وضح البحث مفهوم الجريمة السياسية، وضوابطها وأنواعها، وأنها ترتكب بحق رجال الدولة أو أصحاب السلك الدبلوماسي أو قادة الفكر السياسي، بسبب ما يحملون من رأي سياسي. ثم تحدث عن دوافع الجريمة السياسية وعن أقسامها وأنواعها، وبين أنها تبدأ من أخف الجرائم مثل جريمة الرأي، وتنتهي بأشدها مثل جرائم العنف السياسي بأنواعه المختلفة، وذكر صوراً للجرائم السياسية ضد الأفراد، مثل خطف وقتل الرهائن، وبين حكمه في الشريعة الإسلامية وضوابطه وأهدافه، ثم تحدث عن مفهوم الاغتيال السياسي وعن مشروعيته وأهدافه، وذكر نماذج من عمليات الاغتيال السياسي، ثم تحدث عن جريمة التجسس وبين حكمه في الإسلام. وخلص البحث لبيان الآثار المترتبة على الجرائم السياسية ضد الأفراد، من النواحي الاجتماعية والسياسية، وما يترتب عليها من ضياع الأنفس وإزهاق الأرواح والتفكك في المجتمع والصراعات الفكرية والدموية من خلال عمليات الاعتداء والقتل الواقعة بسبب تلك الجرائم.

توثيق المرجعي (APA)