ملخص الدراسة:

إن الحمد لله،نحمده و نستعينه،ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا،وسيئات أعمالنا,من يهده الله فلا مضل له,ومن يضلل فلا هادي له,وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له,وأشهد أن محمدا عبده ورسوله,أما بعد : لاشك أن علم الفقه الإسلامي له أهميته التي لا ينكرها منكر، فهو الذي يبين لنا أحكام أعمالنا من عبادات ومعاملات،وحقوق وواجبات،وهو الذي لا يستغني عنه مسلم حريص على دينه،فقد جاء الدين بالخير المحض وذلك لإقامة الحق والعدل بين الناس،ومن أهم دعائم إقامة الحق:إثبات الشهادة، فقد جاءت النصوص القرآنية والأحاديث النبوية تحُث الناس على أن يقوموا بالشهادة ومن هذه النصوص: 1) قوله تعالى:(وَاسْتَشْهِدُواشَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ ۖ) 2) وقوله أيضاً: (وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا ۚ) 3) ما روى زيد بن خالد أن رسول الله r قال :« أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ الشُّهَدَاءِ؟ الَّذِى يَأْتِى بِشَهَادَتِهِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا؛...» وذلك كله حتى لا تضيع الحقوق بين الناس،وليأخُذ كل صاحب حق حقه.وفي فقهنا الإسلامي طرق محدودة لإقامة الشهادة،ومع التطور التكنولوجي في هذا العصر ظهرت وسائل كثيرة أتاحت للناس التخاطب فيما بينهم حتى لو فرقتهم الحدود والمسافات،وهي ما يسمى بوسائل أو آلات الاتصال الحديثة.فما هو موقف الفقه الإسلامي من هذه الوسائل في أداء الشهادة عبر آلات الاتصال؟وما هي مجالات الشهادة عبر هذه الوسائل ؟ وهل تقتصر على حقوق الناس أم تمتد إلى حقوق الله تعالى؟ فلذلك كله كان ينبغي أن تبحث هذه المسألة لنرى مرونة التشريع،ومدى صلاحيته لجميع الأزمنة،ومواكبة التطور السريع.ولذلك كان بحثي في هذه المسألة بعنوان(أحكام إجراء الشهادات بالوسائل الحديثة) مساهمة في إبراز مرونة التشريع،وخدمة للعلم الشرعي،فالله أسأل أن يرزقني الهدى والتقى والسداد، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

توثيق المرجعي (APA)