ملخص الدراسة:

الحمد لله المتفرد بالجلال والكمال،، الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، الذي أنقذ الله به البشرية من ظلمات الشرك والذنوب والمعاصي، إلى نور الإسلام وهدي القرآن، وعلى آله الأطهار، وصحبه الأبرار وعلى من سار مسارهم ،واتبع سبيلهم إلى يوم الدين، وبعد: فإن الله عز وجل لما خلق الناس لم يخلقهم عبثا، ولم يتركهم سدا، قال تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴿١١٥﴾ "المؤمنون115" بل أرسل إليهم الرسل، وأنزل إليهم الكتب، وتركهم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك ضال محروم، فأضحى الناس على فريقين؛ منهم من آمن وصدق واتبع فرشد، ومنهم من كذب وضل فخاب وخسر، وهكذا انقسم الناس إلى قسمين، فكان فسطاط لأهل الإيمان، وفسطاط لأهل الكفر وما زالت هذه السنة جارية في كل الأمم السابقة. ولما بعث الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم إلى الناس أجمعين اختلفوا عليه كذلك، منهم من صدقه، ومنهم من كذبه، ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقويت شوكة الإسلام انقسمت البلاد إلى قسمين دار للإيمان يقيم فيها المسلمون ويحكمونها ويعبدون ربهم فيها ويوحدونه، ودار للكفر والشرك يحكم فيها بالطاغوت ويشرك فيها بالله ويضطهد فيها أهل الإيمان والتوحيد، وتدبر فيها المكائد لدار الإيمان، وبناء على هذا فقد أشار فقهاء المسلمين إلى هذين الفسطاطين بدار الإسلام ودار الكفر واستمر الأمر كذلك قرونا عدة، حتى اختلفت الأحوال وتغيرت نظرة الإنسان إلى العالم، وسنت القوانين ووقعت المعاهدات التي تحفظ الكرامة الإنسانية وحرية الدين والمعتقد، ولقد ظهرت في هذه الآونة دعوات عدة من مؤتمرات فقهية وعلماء شريعة تدعو إلى نظرة فقهية إسلامية جديدة لتقسيم العالم، تراعي المتغيرات الحاصلة ومرونة الفقه والتشريع الإسلامي ومناسبته لكل زمان وحين.

توثيق المرجعي (APA)