ملخص الدراسة:

لاشك أن المحبة فضيلة إيجابية؛ لأنها في جوهرها إثبات وإحياء وبناء لأواصر المحبة والتآلف، حتى وإن كانت كلمة المحبة تدل على دلالة عاطفية أو وجدانية، إلا أنها في الأصل ميل إيجابي ونزوع عملي، في حين أن الكراهية في جوهرها إنكار وإفناء وهدم لأواصر المجتمع المترابط . فكل عاطفة تحمل بذور العاطفة المناقضة لها, لذلك سنجد المحبة ممزوجة بالكراهية والكراهية ممزوجة بالمحبة، فاجتماع النقائض حقيقة يتهشم على حافتها الجدل. إن المحبة والكراهية من الموضوعات الهامة التي حازت على مساحة واسعة في القرآن الكريم حيث تعددت مجالاته، واتسعت ميادينه، وتفرعت روافده، وكثرت آياته في سور القرآن الكريم. فالمحبة ركن العبادة الأعظم وهي أصل الدين وكمال الإيمان، محبة الدين وتعاليمه من أمارات كمال الإيمان، كما أن كراهية الدين من أمارات الكفر والضلال، فمحبة الله تستلزم طاعته، ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم تستلزم اتباع سنته، فالله يُحَبُّ من عباده ويُحِبُّ منهم، كما جاءت بعض آيات القرآن الكريم تبين وجوب محبة المؤمنين بعضهم بعضاً، وكراهية المنافقين للجهاد والإنفاق في سبيل الله، وكراهية الكافرين لإتمام نور الله. ونظراً لأهمية موضوع المحبة والكراهية في حياة المسلمين، ومساسه بواقعهم المعاش وارتباطه بأهم قضاياهم وهي قضية الولاء والبراء، فقد اختارت الباحثة هذا الموضوع الذي بعنوان: (المحبة والكراهية في ضوء القرآن الكريم - دراسة موضوعية) حيث تناولت الباحثة دراسة الموضوع دراسة موضوعيةـ وفي إطار دراسة تفسيرية محكمة.

توثيق المرجعي (APA)