ملخص الدراسة:

الحمد لله الـذي أحـل لعبـــاده الطيبات، وحرم عليهم الخبائث ،والصلاة والسلام على رسول الله r ،خاطبه ربه فقال: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) [المؤمنون:51] ثم أما بعد،، فإنَّ القرآن الكريم هو معجزة الله الخالدة، ودستور هداية أبدية، أكرم الله به الأمة الإسلامية خاصة، والإنسانية والبشرية عامَّة، فما في الكون من خير إلا وأرشدنا ودلَّنا القرآن عليه، وما فيه من شر إلا نهانا وحذرنا منه، وإنَّ من عظيم وكمال نعمة الله على البشرية أن أباح لهم الطيبات التي تسعد بها نفوسهم، وتسكن بها قلوبهم، وترتقي بها أرواحهم وبشريتهم، وتصح بها صحتهم، وتسلم بها من الأمراض أعضاؤهم، كما بيَّن الله لعباده ما حرَّم عليهم من الخبائث وهو كل ما يؤذيهم في أبدانهم، ويلفظه إسلامهم، وتأباه فطرهم السويّة، وتترفع عنه أذواقهم الأبية، فلم يكتب الله لهذا الدين الكمال ويتمَّ على المؤمنين النعمة؛ إلا بعد أن اكتملت تعاليم الدين، وعلم المؤمنون والتزموا بما أحل لهم وحرَّم عليهم، ونظراً لأن العالم اليوم أصبح قرية صغيرة بفضل ما وصل إليه العلم من تكنولوجيا وتقنيات، ونتيجة لاختلاط الكثير من المسلمين بالمجتمعات الغربية بسبب علاقات العمل والمصاهرة والسياحة والتجارة تساهل كثير من المسلمين في قضية الحلال والحرام في الأطعمة والأشربة بما تشمله من طيب وخبيث، ونتيجة لما يَرِدُ إلى عالمنا الإسلامي من الغرب ما اختلط الحرام منه بالحلال فقد رأت الباحثة أن تتطرق إلى هذا الموضوع المهم لتعرض للمؤمنين ما أُحل لهم من الطيبات، وما حُرِّم عليهم من الخبائث، وذلك بأسلوب يُظهر روعة التكاليف القرآنية وشموليتها، وعجز القوانين الوضعية مهما بلغت، حيث اختارت الباحثة موضوعاً بعنوان: الطيبات والخبائث في ضوء القرآن الكريم "دراسة موضوعية"

توثيق المرجعي (APA)