ملخص الدراسة:

إن الله تعالى حفظ كتابه من التحريف والتبديل قال تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر: 9]. والسنة النبوية لا يمكن أن تكون بمعزل عن القرآن العظيم فهي الشارحة للقرآن الكريم ، وهي التي تفصل مجمله، وتقيد مطلقه، وتخصص عامه، وتبين مشكله، وتوضح مبهمه، لذلك قال مكحول: "الْقُرْآنُ أَحْوَجُ إِلَى السُّنَّةِ مِنَ السُّنَّةِ إِلَى الْقُرْآنِ". فخص الله هذه الأمة بهذا العلم العظيم، وهو علم السنة النبوية، الذي من ضمن أفرعه ينبثق علم الجرح والتعديل، فانبرى لهذا العلم رجال يردون كيد أعداء السنة إلى نحورهم، صفاتهم " ... حفاظاً، عارفين، وجهابذة عالمين، وصيارفة ناقدين، ينفون عنها تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين. وممن حَمَلَ رَايَة هذا العلم الدَّقيق الإمام الكبير أبو الشيخ الأصبهاني (رحمه الله تعالى)، فكان له دورٌ كبيرٌ في الدِّفاع والذَّب عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وبيان أحوال رواة الأحاديث من حيث الْجَرح والتَّعْدِيل، وتناثرت أقواله وعباراته في مصنفاته، وقد جمع طبقات أسماء المحدثين ممن قدم أصبهان - وهو مَدَار بحثي في هذه الرسالة- عدداً كبيراً من هذه الأقوال والعبارات.

توثيق المرجعي (APA)