الآثار العقدية الواردة في كتاب الزهد للإمام أحمد بن حنبل (دراسة وتحليل) pdf
ملخص الدراسة:
إن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار. الإيمان في قلب المؤمن كشجرة أصلها ثابت في قلبه علماً واعتقاداً, وفرعها من العمل الصالح في السماء مرفوعاًومقبولاًبإذن الله، قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ) [إبراهيم: 24], والكلمة الطيبة في الآية الكريمة هي كلمة التوحيد لا إله إلا الله، الدالة على الإيمان به جل جلاله, ولما كانت معرفة الله عز وجل بهذه الأهمية والمكانة من الدين؛ فقد تطلعت إليها النفوس، وسعى إلى تحصيلها كل عاقل. وكان على هذا المنوال الصحابة رضي الله عنهم في تلقيهم للعقيدة من المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم بعباراتها الجليلة الواضحة، فكانوا يتفاعلون معها بالإيمان والتسليم المطلق لها، من غير تشدد أو اضطراب في فهمها, فكان من ثمرة البناء العقدي البناء التعبدي, فالعبادة هي ترجمة للعقيدة, التي من خلالها عملت على تزكية أرواحهم وقلوبهم المؤمنة. فكانت هذه الرسالة تدور حول تساؤل كبير لابد منه, لماذا دراستنا للعقيدة لا تؤثر بنا كما كانت تؤثر في جيل الصحابة؟ إذ لا فائدة لعقيدة ليس لها أثر في النفوس. فالناظر والمتأمل يجد أن دراستنا للعقيدة في هذه العصور تقتصر في معظمها على التحذير من قضايا الشرك, وجدل ونقاش حول تلك الفرق, وإلى المسائل التي اشتهر فيها الخلاف بين هذه الفرق, وتميز موقف أهل السنة والجماعة من تلك الفرق، فهذه القضايا لابد من الاهتمام بها، ولكن دون أن نطمس على أصل العقيدة, فلو أننا بعد ضبط الأصول والقواعد انطلقنا نبني البناء الإيماني القلبي، ونعتني بجانب تزكية القلب بالإيمان والثقة والاطمئنان بهذا الاعتقاد الذي أمر الله عز وجل به عباده لرأينا أثر هذا الإيمان في حياتنا, والقرآن الكريم حددّ مفهوم التزكية ومصادرها, كما قال عز وجل:(كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) [البقرة:151], بل وجعلها من أعظم المنن قال سبحانه وتعالى: (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَوَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) [آل عمران: 164]، فهذه التزكية تخاطب القلب والوجدان والعقل والروح والنفس, وتحقق عبودية القلب لله سبحانه وتعالى, " فإن معرفةَ هذا أصلُ الدينِ وأساسُ الهداية، وأفضلُ وأوجبُ ما اكتسبتهُ القلوبُ وحصّلتهُ النّفوس، وأدركتهُ العقول".
توثيق المرجعي (APA)
الشافعي, محمد فوزي محمود (2014). الآثار العقدية الواردة في كتاب الزهد للإمام أحمد بن حنبل (دراسة وتحليل). الجامعة الإسلامية - غزة. 21129
خصائص الدراسة
-
المؤلف
الشافعي, محمد فوزي محمود
-
سنة النشر
2014
-
الناشر:
الجامعة الإسلامية - غزة
-
المصدر:
المستودع الرقمي للجامعة الإسلامية بغزة
-
نوع المحتوى:
رسالة ماجستير
-
اللغة:
العربية
-
محكمة:
نعم
-
الدولة:
فلسطين
-
النص:
دراسة كاملة
-
نوع الملف:
pdf