ملخص الدراسة:

إن الدارس للدين الإسلامي يجد أكثر اهتمامه بجانب التوحيد (الجانب العقدي) فلقد ذكر القرآن الكريم هذا الأمر كثير فقال على سبيل المثال (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ) [الأنبياء: 25]. والسماوات والأرض قامتا من أجل لا إله إلا الله وما خلق الله الجن والإنس إلا للعبادة ولقد قال ربنا (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56] إن دل هذا على شئ فإنما يدل على أهمية التوحيد والعقيدة . والرسول صلى الله عليه وسلم مكث بمكة ثلاثة عشر عاما يدعو إلى التوحيد وأنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر.، ولا يخلد في النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان. إن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لا بد من الاستفادة منها في الجوانب العقدية والتربوية وغيرها لا أن يكتفى بالسرد القصصي الجاف قال تعالى:(لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [يوسف 111]. ومن هذا الباب كتبت في هذا المجال وتضمن هذا العنوان (مسائل العقيدة المستنبطة من غزوة مؤتة) وتتضمن عدة فصول ومباحث ومطالب تشمل الحديث عن مسائل توحيد الألوهية والربوبية والأسماء والصفات ومسائل الإيمان بالقضاء والقدر والملائكة والأنبياء عليهم الصلاة والسلام واليوم الآخر ومسائل الكفر والنفاق والموالاة ومسائل الصحابة رضي الله عنهم وغيرها من المسائل العقدية التي وردت في الغزوة وهي حوالي أربعين مسألة وما يتعلق بها سائلين المولى عز وجل أن يجعل أعمالنا خاصة لوجهه الكريم.

توثيق المرجعي (APA)