ملخص الدراسة:

إن عقيدة الإسلام هي العقيدة التي بعث الله بها رسله, وأنزل بها كتبه من لدن آدم عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم, وكان كل رسول يدعو قومه إلى الإسلام؛ لأنها جوهر العقيدة التي نادى بها كل الأنبياء والمرسلين, كما تعد العقيدة الإسلامية منهاجاً قويماً سار عليه الصحابة والتابعون, فبلّغوها للناس نقية صافية كما جاءت من عند الله عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم, فكانت خير أمة أُخرجت للناس, تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر, ومع هذا نجد أن هناك مَن جَهِل وحاد وانحرف عن عقيدة الإسلام, مما أدى إلى ظهور أهل البدع والضلالات, ومنهم الشيعة الإمامية. ومن الملاحظ أن هناك شخصيات في وسط الشيعة الإمامية المعاصرين تدعو إلى الاعتدال وترك الخرافات, ومن هذه الشخصيات المرجع "محمد حسين فضل الله", والذي كان له إسهام في تقديم ونشر أفكاره وعقيدته بشكل واسع, مما ترتب عليه سهولة الوصول إليها, كما كانت له آراء وعقائد يوافق فيها أهل السنة والجماعة في الأصول العقدية والفكرية, ومنها موضوع توحيد الربوبية والألوهية, في حين لو طالعنا القضايا العقدية الأخرى لوجدناه مخالفاً لهم فيها, وموافق لأهل مذهبه من الشيعة الإمامية؛ فبدا المرجع فضل الله في عقيدته كالمتأرجح بين أهل السنة والشيعة؛ فكان لا بد من بيان عقيدة هذا المرجع وبيان ما فيها من صحيح وسقيم, وخاصة أنه لم يترك صلب المذهب مثل القول بالإمامة التي يعدّها الشيعة ركناً من أركان الإسلام, ولم يهجر ما عليه الشيعة من ضلال وبقي على تشيعه.

توثيق المرجعي (APA)