ملخص الدراسة:

تهدف هذه الدراسة إلى تناول التعليل القرآني بين القديم والحديث تحليلاً واستنتاجاً، لتقديم ما هو جديدٌ حوله من خلال التحرّي فيه وفي أحواله، حيث أبرزتُ الكثرة في استخدامه في آي القرآن الكريم؛ وعلة هذا البروز في التطبيق الواقعي على كل مرافق حياة المسلم بكل مجالاتها، حتى يتميز بعقليته وشخصيّته الإيمانيّة، ويأخذ دوره الريادي المتألق في بيته وعمله ومجتمعه، ويعطي الصورة الرائعة للمسلم المفكر الواعي العابد العامل فيكون أنموذجاً يشار إليه بالبنان ليُحتذى به عند كل من عرفه حتى من غير المسلمين، وهو يقبل من خلال ما يتأثر به من الإبداع التعليلي على الحياة بتفكيرٍ إيجابيٍّ يثمر إنجازا علميا. وعلى الرغم من تركيز الخطاب القرآني عليه بكثرة، وتنوع الدراسات حوله قديماً وحديثاً، لغويّاً وأصوليّاً؛ لكن من يتتبعه بالدراسة والاستقصاء سيجد فيه بحراً من العلم لا ينتهي، والأهم من ذلك أنّه سيرى الحداثة ومواكبة العصر في حيثيّاته، ومع كل ذلك فإنّ الملاحظ أن هناك فتورٌ واضحٌ للدراسات العلمية والفكرية التطبيقيّة التي تفرده وتبيّن كل تلك الآثار والمهارات والإنجازات في حياة الفرد والجماعة. ذلك الفتور يدفع إلى التعمّق في دراسة معنى هذا الموضوع لمعرفة مفهوم التعليل وأدواته وأمثلته وموضوعاته وأثرها في تربية الفرد وإصلاحه وتميّزه؛ وبالتالي فإن ذلك سيسهم في إثراء الفكر الإسلامي وفتح بابٍ جديدٍ للدراسة والتنقيب، للإفادة منه وعدم الاكتفاء بالتقليد للطرح السابق._x000D_
وقد اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الاستقرائي لتتبع آيات القرآن الكريم ذات الصلة، للكشف عن المواضيع التي استُخدم فيها التعليل، وأهمية ذلك، مع الرجوع إلى تفاسير العلماء، ثم اعتماد المنهج التحليلي لتفسير تلك الآيات ذات الصلة بالتعليل، واستنتاج مظاهر الإعجاز فيها ونقد بعض التطبيق الخاطىء لها، واستنتاج المنهج السليم في التعامل معها، واستثمار ذلك فيما توصلت إليه من فوائد وغاياتٍ وإنجازاتٍ.

توثيق المرجعي (APA)