ملخص الدراسة:

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله تتنزل الخيرات والبركات، وبتوفيقه تتحقق المقاصد والغايات، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، خير الأنام، سيدنا وأسوتنا ومعلمنا الخير محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه، ومن سار على دربه، واهتدى بسنته إلى يوم الدين، وبعد السنة كلمة صغيرة تتألف من ثلاثة أحرف، لكنها تحمل بين طياتها معاني كثيرة جداً، فهي تشمل كل ما أُثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة خَلْقية، أو خُلُقِيَّة، أو سيرة نبوية، سواءً أكان ذلك قبل البعثة، أم بعدها. ولقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم بالتمسك بسنته، وسنة الخلفاء الراشدين من بعده، فقال: "أوصِيكُم بتقوى الله، والسَّمعِ والطاعة وإن عبدٌ حبشيٌ؛ فإنَّه من يعشْ منكم يرى اختلافاً كثيراً، وإيَّاكم ومُحْدثات الأمورِ، فإنّها بدعةٌ فمن أدركَ منكم فعليه بِسُنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الراشدين المهديِّينَ، عُضُّوا عليها بالنّواجذ"؛ وذلك لأنها الدليل إلى كتاب الله عز وجل، والمرشدة إلى مقاصده، والمفسرة لمجمله، والمقيدة لمطلقه، ولقد اتفق العلماء على أنها المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم. ونظراً لأهمية السنة النبوية في شتى ميادين الحياة، حرص المسلمون الأوائل على حفظها في الصدور، والعمل على تطبيقها، ولكن دون تدوينها، فتدوينها بدأ في عهد الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز، ويعتبر القرن الثالث الهجري من أزهى عصور السنة النبوية؛ حيث ظهرت فيه كتب الحديث الستة، ومن أهم هذه الكتب وأشهرها : صحيح الإمام البخاري –رحمة الله عليه-؛ لأنه جمع فيه ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد اتفق العلماء على أنه أصح الكتب بعد كتاب الله عز وجل؛ لذا آليت أن يكون تطبيق الدراسة النظرية حول عوامل جزم الفعل المضارع سواءً الجازمة منها لفعلٍ واحد، أو الجازمة لفعلين، وآراء النحاة في كل عاملٍ منها، ومن ثمَّ القيام بعملية إحصاء لما ورد منها في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم من خلال هذا المصنف العظيم، وخاصةً أنَّ الحديث النبوي يُعدُّ من الأصول التي يُستشهد بها على قواعد اللغة العربية، وإنه لشرف عظيم لي أن أنشغل بهذا المصنّف الذي يحوي سنة النبي صلى الله عليه وسلم عمّا سواه من المصنفات.

توثيق المرجعي (APA)

الاسود, كفاح مصلح احمد (2013). العوامل الجازمة للفعل المضارع في صحيح البخاري (دراسة نحوية وصفية). الجامعة الإسلامية - غزة. 16858