ملخص الدراسة:

الحمد لله والصلاة والسلام على الحبيب المصطفي محمد بن عبد الله الصادق الأمين ، الحمد لله ربّ العالمين ، اللهمَّ لا علم لنا إلا ما علَّمتنا ، إنَّك أنت العليم الحكيم ، اللهمَّ علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علَّمتنا ، وزدنا علما ، اللهمَّ أرنا الحقَّ حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين وبعد : يبقى شعر التهامي الذي صاحب عالم القرن العشرين عنواناً لحركة المجتمع العربي في النهوض ، والتطلع لغد جديد ، والسير للأمام بخطوات واثقة معتزة ، ومحافطة على الثوابت والأصول ، والسعى نحو التقدم والرقي ، والتخلص من كل أشكال الاستعمار ومواصلة الثورة ضد الغاصب والمحتل الآثم . لقد اختار الشاعر التهامي الانحياز الكامل لأبناء أمته ، وراح يرصد بواقعية خلاّقة معاناتهم وهمومهم وطموحاتهم اليومية، فاتجه بقصيدته نحو الإنسان العربي المسلم في كل مكان ، ينبهه ويبين له المخاطر التي تهدده ، ويوجهه نحو المسار القويم ، محفزاً للبناء والعطاء ومعززاً مواقف المخلصين من أبناء الأمة ، فوقف إلى جانب القيم الإنسانية والمثل العليا والمبادئ السامية، وحاول أن يعكس في شعره هموم البشرية وآمالها وإحساسها بالحاجة إلى الحب والـتآلف والتعاون وغير ذلك من الوسائل التي تقود إلى التطوير والتقدم والسلام . ولمّا كان محمد التهامي من الشعراء الموصوفين بالأصالة ، وأنه فارس القصيدة التقليدية ، رأيت أن أطالع شعره ملتمساً مضامينه وموضوعاته ، ومعرفة دافعيته وبواعث تجربته الشعرية والوقوف على البنى الفنية فيه كالبنية اللغوية والتصويرية والموسيقية ، فوقفت على دواوينه : أغنيات لعشاق الوطن ، أشواق عربية، دماء العروبة على جدران الكويت، قطرات من رحيق العمر، أنا مسلم ، يا إلهي ، وقلبت معاني شعره فوجدتها البلسم الشافي لأمراض العصر ، وهموم الأمة حيث الرؤية الفنية الناضجة التي تستحق الدراسة والكشف عن خصوصية شعره ، والمضامين الملتزمة بقضايا الأمة وهمومها ، والأفكار المعبرة عن عقيدة راسخة ، و القصيدة العربية التقليدية بكل ما فيها من جمال وفنية راقية . لم يحظ شعر محمد التهامي بدراسة خاصة يمكن أن يشار إليها ، وكل ما وصلت إليه بعد البحث والتقصّي لا يتجاوز النتف المتفرقة التي لا تعدو كونها تعريفاً بقصيدة ، أو إشارة إلى الشاعر كفارس للقصيدة التقليدية في العصر الحديث ، أو كشاعر إسلامي معاصر ، أو أنه شارك الكثير من زملائه - شعراء الأدب الإسلامي – في دراسات تتعلق بالأدب الإسلامي، وهذا لأسباب تتعلق بالشاعر نفسه ، وبانشغاله بأعمال لم تفسح له المجال لنشر دواوينه إلا في أواخر القرن المنصرم ، وبرغم أنه عاصر العظام من الأدباء المصريين كالعقاد وعزيز أباظة و طه حسين وغيرهم ... ، و كان عضواً في لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة التي كان يرأسها العقاد إلا أنه اكتفي بأن ينشد شعره ويسوق بضاعته النفيسة عبر أسواق الأدب المنتشرة في العالم العربي ، وينشرها في الصحف والمجلات، أو يلقيها من خلال وسائل الإعلام المختلفة ، فجاب الأمصار والبلاد من بغداد إلى مراكش ، ومن السودان إلى حلب ، وكان له حضور متميز في كل سوق وندوة وكل مؤتمر ولقاء ، وقد اختيرت الكثير من قصائده لتدرس في مناهج اللغة العربية الدراسية في عواصم عالمنا العربي .

توثيق المرجعي (APA)

البابلي, فؤاد عمر علي (2004). الالتزام في شعر محمد التهامي (دراسة تحليلية). الجامعة الإسلامية - غزة. 17111