ملخص الدراسة:

إن الحمد لله أحمده و أستعينه، وأستغفره، وأصلي وأسلم على عبده ورسوله محمد بن عبد الله النبي الأمي الذي أُوتَي جوامع الكلم، وبعد... الشعب الفلسطيني وما يحمل من أعباء وطنه السليب، لازال يعاني من جرائم العصابات الصهيونية المارقة، وقد كانت أبشع هذه الجرائم الهجوم الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة المحاصر في نهاية عام 2008م وبداية عام 2009م، هذه الهجمة التي عبر الصهاينة عن بشاعتها بوسمها باسم (الرصاص المصبوب) وأطلق عليها الفلسطينيون (الفرقان) تيمناً بمعارك المسلمين في بدر وأحد حيث أن الله يكتب النصر للمؤمنين ولو بعد حين. فقد صمد الشعب أمام بطش آلة القتل والتدمير الإسرائيلية، ولما كانت المرأة نصف المجتمع كما قيل فهي في حرب الفرقان الركيزة الأساسية لشعب يتلقى الضربات بصدرٍ عارٍ وقلب حديد، فهي الأم والزوجة والابنة والأخت وكل وشائج القربى تنبثق من راحتيها؛ لذا فقد رأيت أن أقف في دراستي هذه على صورتها في هذه المواقع الاجتماعية المتنوعة وهي في أتون هذه الحرب، أطلع عليها إنسانة تصب عليها المصائب صباً، أرصد صورتها وألوان مشاعرها تجاه هذه الحرب وما خلفته من مصائب، كما أرصد ردود أفعالها ومواقعها بين الجزع والصمود. ولأن الشعر ديوان العرب، وسجل معارفهم وتاريخهم ومعاركهم، ولأنه المصور لمشاعرهم ترحاً وفرحاً، يأساً وصموداً، واستبشاراً، رأيت أن ألتمس صورة المرأة في الشعر الذي تعاطى مع حرب الفرقان؛ وذلك لأن هذه الدراسة لم يسبق أن تعاطى معها الباحثون باستثناء بعض البحوث والمقالات... وقد رأيت أن المنهج التكاملي هو أنسب المناهج للوصول إلى الغايات المنشودة، كما رأيت أن تتوزع الدراسة على أربعة فصول بعد تمهيد يتحدث عن ملابسات حرب الفرقان، أما الفصل الأول فقد تناولت فيه صورة المرأة المناضلة وكيف كان لها دور في التعبئة والتثوير والزج بالمجاهدين إلى حياض المعركة، وكيف صمدت أمام قوى البغي العاتية بصلادةٍ منقطعة النظير؛ فسقطت شهيدةً وتناثرت أشلاؤها الطاهرة على أرض غزة الأبية، ويتناول الفصل الثاني صورة المرأة الثكلى التي فقدت أغلى ما تملك من أقربائها وفلذات أكبادها فبكتهم بكاءً مراً، وكيف عانت من ألوان الثكل حينما نسف منزلها ففقدت المأوى واستظلت بالسماء وافترشت الأرض بساطاً وكانت ثكلى الأحلام التي حرمها منها الاحتلال فحرمها سعادتها، ويتناول الفصل الثالث صورة المرأة الرمز التي كانت رمزاً للتضحية والفداء بما رسمته من بطولاتٍ نادرة وكانت رمزاً للأرض التي التصق بها الإنسان الفلسطيني وهام بها عشقاً وكانت رمزاً للسكن والطمأنينة التي يلجأ إليها من حولها، ويهتم الفصل الأخير بالدراسة الفنية حيث وقفت على الظواهر اللغوية البارزة التي ظهرت جليّة في شعر حرب الفرقان، كما يهتم بدراسة الصورة الشعرية والوقوف على أركانها وأنماطها في شعر حرب غزة، ثم أتبعتها بخاتمةٍ رصدت فيها أهم النتائج والتوصيات التي توصلت إليها، وثبت بمصادر الدراسة ومراجعها.

توثيق المرجعي (APA)

دردونة, انسام محمد جميل (2012). صورة المرأة في شعر حرب الفرقان (حرب غزة 2008-2009م) (دراسة نقدية). الجامعة الإسلامية - غزة. 17131