ملخص الدراسة:

يعد بحث موضوع الخليفة مروان بن محمد في مرويات الإمام الطبري، من المواضيع ذات الأهمية ليس فقط بالنسبة لدارسي التاريخ، وإنما إلى القارئين والمهتمين بدراسة التاريخ الإسلامي، فالخليفة مروان بن محمد هو آخر خلفاء بني أمية، ويعتبر أحد فرسان وشجعان الدولة الإسلامية آنذاك، فقد اتضح ذلك من خلال قيادته لعدة معارك وغزوات فترة إمارته، كما ساهم في الحفاظ على كيان الدولة واستقرارها من خلال تصديه للعديد من الفتن والحروب التي عصفت بالخلافة الأموية فترة خلافته، حيث قام بوأدها والقضاء عليها، إلا أن الثورة العباسية جاءت لتطوي صفحة الخلافة الأموية، بعد أن قضت عليها، تاركة لنا تاريخاً ناصعاً ومشرفاً، يُحتذي به. ولعل تلك الشخصية المهمة في تاريخنا الإسلامي، جعلت منه محط أنظار الكثير من المؤرخين والباحثين، إضافة إلى الحاقدين والحاسدين على الخلافة الأموية، فقد ذكرت بعض المصادر التاريخية عدة روايات في حق الخليفة مروان بن محمد، كان هدفها تشويه صورته المضيئة في سماء الدولة الإسلامية، فقد كان لألقابه، وصفاته، وصعوده إلى سدة حكم الخلافة الإسلامية، إضافة إلى معاملته للخارجين والطامعين فيها، نصيب من افتراء المؤرخين الذين تعدت مآربهم وأهدافهم في التهجم على الخليفة مروان خاصة، وعلى خلافة بني أمية عامة، فتارة نجد من يسترضي البلاط العباسي على حساب الدولة الأموية، وتارة أخرى نجد الخوارج ومن تبعهم يتبعون تلك السياسة تجاه بني أمية، لكن الأدهى والأمر هو اتباع بعض المؤرخين المنصفين لتلك المصادر، من خلال تناول الروايات الضعيفة، والمشكوك بسندها، والأخذ بها، دون تدقيق أو تمحيص، وهذا ما جعلني أتناول شخصية الخليفة مروان بن محمد من خلال مرويات الطبري، وذلك لأن تاريخ الطبري يعد قيمة تاريخية عالية، يستند إليها معظم الباحثين والمؤرخين، كما تعتبر المادة التاريخية التي تناولها الإمام الطبري من أدق وأوثق المواد، فكتابه عمدة التواريخ عامة، فقد تناولت في هذه الدراسة أيضاً ترجمة الإمام الطبري، وتطرقت فيها إلى أبرز شيوخه وتلاميذه، إضافة إلى مؤلفاته، والافتراءات التي وجهت إليه، والتي قمت بتفنيدها بطريقة علمية ومنهجية، ثم تناولت منهجه في كتابة تاريخه المعروف بتاريخ الرسل والملوك.

توثيق المرجعي (APA)

ابو مصبح, احمد صبحي سالم (2014). مروان بن محمد في مرويات الطبري (72هـ-691م/ 132هـ-749م) دراسة تاريخية منهجية. الجامعة الإسلامية - غزة. 17702