ملخص الدراسة:

إن الانتصارات الصليبية التي حققتها الحملة الصليبية الأولى في المشرق الإسلامي وما أعقبها من احتلال لعدد من المدن الإسلامية واحتلالهم لمدينة القدس كان نتاجاً لضعف الأمة وتفككها في كثير من الجوانب منها الاجتماعية والثقافية والسياسية والدينية والاقتصادية, لقد دب الضعف في أرجاء المشرق الإسلامي قبيل الحروب الصليبية وبدت عليه علامات التفكك في جميع الجوانب السابقة. لذلك سوف نسلط الضوء على الفترة التي سبقت الحملة الصليبية الأولى الواقعة ما بين (334هـ–490هـ/ 945م-1097م) لمعرفة حال الأمة الإسلامية قبيل الحروب الصليبية. حيث كانت الصراعات السياسية والحروب العسكرية بين دول المشرق الإسلامي والتي أنتجت دويلات متعددة ومفككة بحيث أصبح من السهل على الحملة الصليبية الأولى أن تتعامل معها في ظل غياب الدولة المركزية, كما كان الوضع الديني في المنطقة يموج في بحر من الطائفية والاختلافات المذهبية والفرق الإسلامية, وتعدد الطوائف والنحل الأخرى, فكان هذا العامل من أهم العوامل التي أججت الصراعات الداخلية بين هذه الدويلات كما كان لها الدور الأبرز في تأجيج الصراعات بين أبناء البلد الواحد والمدينة الواحدة والحي الواحد مما أنتج تفككاً وشرخاً اجتماعياً يصعب ترميمه. ولم يكن الوضع الاجتماعي بأحسن حالاً من الوضع السياسي والديني فقد كان المشرق الإسلامي عبارة عن خليط من الأجناس والأعراق المختلفة مثل الترك والعرب والتركمان والمغاربة فكان هذا النسيج غير المتجانس لهذه الأجناس قد أثر تأثيراً سلبياً على العلاقة فيما بينها مما سيؤثر بالضرورة على تماسك المجتمع ووحدته, كما كان لهذه الأجناس والأعراق عادات وثقافات اجتماعية مختلفة, وإن كان الإسلام يجمعهم في بوتقة واحدة إلا أن ثقافتهم وعاداتهم مختلفة تحتاج إلى فترة زمنية كي يتم توحيدها أو التقريب فيما بينها. لقد كان عماد الحياة الاقتصادية في تلك الحقبة من التاريخ, الزراعة والتجارة والصناعة اليدوية, وكانت جميعها تتأثر بالتجاذبات والصراعات السياسية فنراها تزدهر مرة وتنتكس أخرى, كما كان للكوارث الطبيعية مثل الأوبئة والقحط والزلازل تأثيرها على الحالة الاقتصادية في المشرق الإسلامي.

توثيق المرجعي (APA)

الحلاق, حازم احمد سليم (2014). الأوضاع الاجتماعية والعلمية والدينية والاقتصادية والسياسية للمشرق الإسلامي قبيل الحروب الصليبية (334-490هـ/945-1097م). الجامعة الإسلامية - غزة. 17793