ملخص الدراسة:

الحمد لله الكريم المنان ، الرحيم الرحمن ، ذي الطول والإحسان ، الذي علم بالقرآن وخلق الإنسان علمه البيان ، وخص سيد الرسل بكمال الفصاحة بين البدو والحضر ، وأنطقه بجوامع الكلم ، فأعجز بلغاء ربيعة ومضر المفحم بتحديه مصاقع بلغاء الأعراب ، وآتاه بحكمته أسرار البلاغة وفصل الخطاب ، ومنحه الأسـلوب الحكيم في جوامع كلمه ، وخص السعادة الأبدية لمقتضى آثاره ، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "أنا أفصح العرب بيد أني من قريش". وأصلي وأسلم على النبي العدنان ، حامل لواء الفصاحة والبيان ، صاحب المقام المحمود بأشرف مكان ، المرسل بالرحمة والهداية إلى الإنس والجان ، وعلى آله وأصحابه الذين نظموا لآلئ البديع في عقود الإيجاز والإطناب . أما بعد : لقد خصنا الإله بأرفع العلوم وأنفع المآرب التي من بينها علم البلاغة فهو مرتقى علوم اللغة وأجلها وأشرفها ، فالمرتبة الدنيا من الكلام هي التي تبدأ بألفاظ تدل على معانيها المحددة ، ثم تتدرج حتى تصل إلى الكلمة الفصيحة والعبارة البليغة ، فإذا كانت اللغة تعبر عن الفكر فالبلاغة تمثل الفكر كله . فكانـت الدراسات البلاغية للقرآن الكريم ودلائل إعجازه وبلاغته لأنه نزل ليتحدى العرب وفصاحتهـم فهـو فـي حد ذاته معجزة والدفاع عنه طاعة لله ورسوله قال الله تعالـى : (إِنْ تَنْصُـرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) (سورة محمد: آية 7) . وطاعة الرسول والدفاع عن سنته هي طاعة لله وتصديق لكتابه والرسول ما جاء إلا ليبلغ كلام الله وأحكام القرآن المتمثلة في القرآن وسنته المتضمنة الأحاديث القدسية والنبوية الشارحة مقاصد القرآن وتفصيل مجمله ، وتخصيص عمومه ، وتقييد مطلقه ، والدليل على منسوخه ، وتلك حكمة مرادها أن يكون النبي مبيناً عن ربه شارحاً لكتابه ، لذلك ضياع السنة ضياع للقرآن ، وهذا مستحيل على الله لأنه تكفل بحفظه ، حيث حاول بعض المفسدين لأسباب مختلفة أن يدخلوا في السنة ما ليس منها ووضع أحاديث موضوعة ويقولون أن النبي قد قالها حيث تحدثوا كذباً عن رسول الله ، وهناك من أنكر الأحاديث أمثال جولد تسيهر المستشرق اليهودي الذي قال بأن معظم الأحاديث النبوية ما قيلت إلا بعد القرن الأول والثاني الهجري ولكن شاء الله أن يحفظ لهذه الأمة دينها فقيض للسنة رجالاً من خيرة المسلمين ديناً وأمانة وكفاءة فوضعوا أدق المناهج العلمية وأعظم القواعد النقدية التي تميز الحديث الصحيح عن غيره. لأجل ذلك كان توجهي للحديث القدسي ودراسته دراسة بلاغية ، لأن هناك من الدراسات البلاغية كانت في القرآن الكريم والشعر ولطعن أعداء الإسلام بالحديث والكذب على الرسول افتراءً وبهتاناً .

توثيق المرجعي (APA)

قوتة, مروة ابراهيم شعبان (2007). الأحاديث القدسية (دراسة بلاغية). الجامعة الإسلامية - غزة. 18088