ملخص الدراسة:

أكد الإمام علي (عليه السلام) في عهده لمالك بن الأشتر النخعي (رضوان الله عليه) جملة من القوانين والقواعد التي تدار وتحكم من خلالها الدولة وتراعي شؤون الرعية. وقد أكد العهد أيضاً على الحكم الناصح وإقامة العدل والمساواة بين الرعية وحفظ كرامة الإنسان وحقوقه والابتعاد عن الطمع وحب الشهوات والالتزام بالذكر الحسن وعدم ظلم الآخرين وغيرها من المعاني الإنسانية السامية التي يحتويها هذا العهد ليكون دستور حكم ناضج وكامل في مصر.كل ذلك تم بين الإمام علي ومالك عن طريق اللغة التي هي في جوهرها لا تعدو أن تكون وسيلةً من وسائل تنظيم المجتمعات الإنسانية إذ إنها تساعد على الربط بين الأفراد والمجتمعات بل أنها وسيلة من وسائل التواصل اذ احتل هذا المصطلح (التواصل) موقعاً مركزياً في الأبحاث والدراسات وفي عدة مجالات، وهو من الموضوعات التي أولاها البحث اللساني الأهمية القصوى سعياً منه للوصول الى طبيعته ولعله مصطلح يكتنفه الغموض لتداخله مع غيره من المصطلحات كالوصل والإيصال والإتصال والإبلاغ....الخ ولكون هذا العهد قد ظفر بنصيب وافر من التواصل لاحتوائه على مظاهر التواصل وآلياته وقع اختيارنا على العهد الذي كان بمنزلة التواصل بين ثلاثة أركان رئيسة هي المرسِل وهو الإمام علي (عليه السلام)، والمتلقي وهم الرعية والواسطة وهو مالك بن الأشتر (رضوان الله عليه).