ملخص الدراسة:

الخلاصة: تشكل مشكلة الهجرة وعلاقتها بالسكن العشوائي ظاهرة شهدتها مجتمعات ودول غربية وعربية . اذ انتشرت تلك المشكلة في امريكا اللاتينية وعرفت باسماء عديدة تدل جميعها على نمط معين من المساكن التي شيدها المهاجرون بطريقة ذاتية غير خاضعة للمعايير القانونية والمعمارية ، وكذا الحال بالنسبة للمجتمعات العربية فانها الاخرى وبسبب ارتفاع معدلات التحضر وحركة الهجرة السريعة نمت مناطق عشوائية عرفت ايضا باسماء مختلفة كالاحياء القصديرية في شمال المغرب العربي ، والعشش في مصر ، والصرائف في العراق .تعد مشكلة السكن العشوائي احد المشكلات البنائية التي برزت بعد احتلال العراق عام (2003) . اذ اسهمت في نشوئها متغيرات اساسية ياتي في مقدمتها التهجير القسري الذي تعرض له الافراد والاسر في مناطق متنوعة مذهبيا او طائفيا مما اضطرت الاسر التحرك الى مناطق امنة لا سيما محافظة الديوانية ، وبما ان تلك الاسر قد فقدت ممتلكاتها ولا تمتلك القدرة على استئجار او شراء بيت في المناطق الرسمية لجات الى السكن في مناطق عشوائية من المحافظة لا سيما في الحي العسكري ، والموقع العسكري ، حي الفرات ، المناطق الاخرى في مركز المحافظة وبعضهم سكن في الاقضية التابعة للمحافظة كقضاء عفك ، الشامية ، الحمزة الشرقي ، والى جانب العوائل المهجرة يبرز دور المهاجرين من الريف الى المحافظة اثر تردي القطاع الزراعي ، ورغم محدودية الامكانيات المادية لهؤلاء المهاجرين فانهم سكنوا في المناطق العشوائية ايضا .ان دراستنا الحالية تسلط الضوء على هذا الموضوع ؛ لانه يمثل ذات قيمة مجتمعية وعلمية في الان معا ، حيث انه من الناحية المجتمعية يمثل مشكلة واسعة متمثلة بالمهجرين والمهاجرين الى جانب انه محاولة لتنبيه المسؤولين نحو ضرورة علاج هذه المشكلة . اما من الناحية العلمية فهذه الدراسة تمثل الاولى من حيث المنطقة الجغرافية اذ ان محافظة الديوانية لم تُحظَ بالدراسة ، فضلا عن هذه الدراسة تمثل بداية لتاسيس دراسات اخرى حول قضايا لم تشبع بعد بالبحث والاستقصاء . هذا وقد هدف البحث الحالي الى معرفة علاقة الهجرة بنوعيها القسرية والهجرة من الريف الى المحافظة بالسكن العشوائي . لذلك شملت عينة البحث (200) رب اسرة موزعة على المناطق العشوائية في المحافظة ومقسمة الى (117) من المهجرين و (83) من المهاجرين.