ملخص الدراسة:

عنيت الدراسات الصوتية بدراسة الصوت الانساني الذي يشكل جزئيات اللغة ومفرداتها، ولايزال المحدثون يولون رهافة السمع أهمية في ادراك خصائص الاصوات ،فجاءت عنايتهم منصبة على أصوات الحروف التي ينطق بها الانسان ،إذ عمدوا إليها بالدراسة والبحث لكنهم لم يولوا اصوات الحركات عناية مثل عنايتهم باصوات الحروف ،فقد عدوا الحركات توابع لاصوات الحروف فكانت فكرة رئاسة أصوات الحروف على الحركات هي الفكرة الغالبة وان الحركات غير قادرة على احداث أي تغيير في صوت الحرف . وغلباً مانجد عناية القدماء تنصب على العلاقة بين الحركات واصوات المد ،اما مخارج الحركات وصفاتها وما تقوم به من تغيير في صوت الحرف الذي تدخل عليه فلم يولوه أي عناية ،لقناعتهم بضعف الحركات عن إحداث أي تغيير في أصوات الحروف . وعند الخوض في دراسة الحركات من حيث مخارجها وصفاتها ظهر ان لحركة اللسان نحو سقف الحنك وحركة الشفتين التي تختلف باختلاف الحركة الداخلة على صوت الحرف الاثر الكبير في احداث تغيير في مخرج صوت الحرف فقد يتاخر المخرج أو يتقدم مع انفراج في عضويه . وفضلا على ذلك فان لحركة اللسان في الاستعلاء المصاحبة للضمة والفتحة الاثر في اكتساب بعض الاصوات لصفة التفخيم ،اما الكسرة فقد كانت تؤثر على الاصوات بحيث تجعلها تميل نحو الترقيق بسبب انخفاض مؤخر اللسان عند النطق بالكسرة . ومثلما كان للحركة اثر في مخرج صوت الحرف وصفاته فان لاصوات الحروف الاثر الواضح في تقدم مخرج الحركة وتأخره ، فضلا على اكتساب الحركة لصفة التفخيم نتيجة ارتباطها ببعض الأصوات، وقد تقوم بعض الأصوات بتغيير الحركة بسبب ميل الصوت الى حركة معينة من دون غيرها .