ملخص الدراسة:

لقد حظيت الاتجاهات باهتمام كبير من علماء النفس والباحثين في معظم دول العالم لما لها من اهمية كبيرة في تفسير سلوك الانسان وتوجيهه،فهي تمثل استجابات القبول او الرفض ازاء موقف او موضوع اجتماعي جدلي معين،وهي انماط سلوكية يمكن اكتسابها وتعديلها بالتعلم وتخضع للمباديء والقوانين التي تحكم انماط السلوك الاخرى.فقد تتكون بعض الاتجاهات عن طريق التعلم بملاحظة النموذج وتقليد سلوكه او عن طريق التعلم بالاقتران الشرطي بنوعيه التقليدي والاجرائي من خلال اشراط بعض الخبرات الانفعالية السارة وغير السارة ببعض المواقف ،حيث يميل الفرد الى تكرار السلوك الذي زاد من سروره ويتوقف عن السلوك الذي سبب له الالم (جابر وآخرون ،2002،285) والاتجاهات تساعد الافراد على التكيف الاجتماعي، وعلى تحديد ذواتهم والتعبير عن قيمهم وفهم العالم المحيط بهم،فان معرفتها تساعدهم على تفسير المواقف والخبرات التي يمرون بها وعلى اعطاء هذه المواقف معنى ودلالة (عيسوي،1973، 52)، فضلا"عن انها تعكس للافراد مختلف المؤثرات التي يتعرضون لها في حياتهم الاجتماعية وتنشئتهم،ولا يقف الامر عند هذا الحد، فقد اشار شرايجل 1983 الى ان قياس الاتجاهات على درجة عالية من الصدق والثبات يغدو امرا" ذا اهمية بالغة من الناحيتين النظرية والعملية، ويساهم في تطور العلوم لان من الاسس المهمة لتطور اي علم او ظاهرة علمية هو ان يحمل الناس اتجاهات ايجابية نحوها والتي تدفع بهم الى فهمها والايمان بها والعمل على تطبيقها والاستفادة منها في مجالات حياتهم المختلفة. فضلا"عن ان القياس في حد ذاته هو جزء من عملية التشخيص ،وان عملية التشخيص وحدها لاتكفي ،ولابد من تكاملها مع عملية القياس ليكونا جزءا" من خطة متكاملة وشاملة للاصلاح، تبدأ بالتشخيص وباتخاذ اجراءات مطلوبة للاصلاح وبآلية واضحة للتنفيذ والمتابعة.وهذا يعني ان قياس اتجاهات الطلبة نحو مفهوم النزاهة يمثل جزء كبير من عملية التشخيص ومن ثم العلاج او الاصلاح . وانطلاقا" مما تقدم تبرز اهمية البحث الحالي في ان موضوع النزاهة من المواضيع الحيوية والفاعلة في المجتمع اذ انها تحمي المجتمع من الانزلاق نحو آفة الفساد وخاصة المؤسسة التعليمية التي تمثل منارا" للعلم والمعرفة ويقع على عاتقها نهوض وتقدم وتطور المجتمع اذ لايمكن لاي مجتمع ان يعيش وينهض ويتطور دون ان ينعم بالنزاهة التي تشكل الدعامة الاساسية للتقدم والتطور.