ملخص الدراسة:

أخذ العراق الجديد بمؤسساته التربوية إعادة تفعيل عمل التخطيط التربوي وأجهزته في ضوء المستجدات التكنولوجية والتغيرات السريعة التي تسود العالم بشكل عام والعراق بشكل خاص، وان نظم التعليم في العراق لاتزال تعمل بالاساليب التقليدية ماقبل الثورة العلمية والتكنولوجية، مما يستدعي وضع تخطيط جديد لسياسة تربوية جديدة تتناسب أساليبها ومناهجها مع التغير المنشود.إن التعليم عملية استمثارية منتجة من خلالها يمكن تنمية الموارد البشرية واعداد قوى بشرية مزودة بالقيم والاتجاهات والمعارف وتمكنها من الخلق والتجديد والابتكار وهذا يزداد كفاية وحسن أداء كلما استند الى تخطيط تربوي متطور بتطور الظروف والاحوال وتجدد الحاجات والامكانات ويحقق الغايات والانجازات مرحلة بعد مرحلة.ومشكلة البحث الرئيسة ومعالجها تتصل بالتخطيط التربوي الكفيل بتوجيه النظام التربوي وسط هذه الشبكة من المتغيرات المتحدة، وان النقد العام للتخطيط التربوي يتمثل في عدم وضوح أهدافه ومفهومه والسياسة المتبعة وطبيعتها وكذلك العلاقة بينه وبين التخطيط العام للدولة من جهة والسياسة التعليمية من جهة أخرى.وان أهمية البحث تتضح من خلال ماناله التخطيط التربوي من اهتمام والتاكيد على اهميته عبر العديد من المؤتمرات والندوات واللقاءات المحلية والعربية والدولية وعلى صعيد اعلى المستويات السياسية ومشاركة المنظمات التربوية – اليونسكو – المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم. مكتب التربية لدول الخليج ... الخ.وبحثنا هذا يهدف الى استقراء التخطيط التربوي في العراق ومدى تأثير العوامل والقوى الثقافية استنادا الى دراسة تطور السياسة التعليمية منذ العام 1838 ولغاية الوقت الحاضر حيث انه مفهوم قديم وحديث في آن واحد حيث كيف خطط الاسبرطيين التعليم للاغراض العسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وكذلك الصين في عهد (هان سنتر) (وبيرد) و(كونفوشيوس) الذي ورسم خطة تنظيم المدرسة وادارتها ونظم التعليم والامتحانات. ومن الجدير ذكره هنا بدء التخطيط في جميع مراحله واتجاهاته مع بداية الدعوة الاسلامية على يد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه انطلاقا ً من مفاهيم القرآن الكريم.وفي العراق عرف التخطيط التعليمي في اواخر الربع الأول من العشرين وقد حظي بمحاولات كثيرة لتطويره بدءا من محاولات ساطع الحصري حيث يعتبر العام 1920-1921 البداية الحقيقية لنظام التعليم القومي في العراق واستمرت المحاولات لتطويره وتجديده لحد الان.واستنتج البحث ان تخطيط التعليم في العراق وليد عملية تاريخية تعود بدايتها الى العام 1838. وقد اتسمت السياسة التعليمية في فترة الاحتلال البريطاني للعراق بتشجيع التشكيلات التعليمية الطائفية لابناء شيوخ العشائر وبعد تشكيل الدولة العراقية من 1920-1932 برزت جهود الوطنين العراقيين في العناية بالتعليم الذي حافظ على طابعه القومي العربي واتسمت هذه المرحلة بالارتجال وعدم التوازن والتنسيق بين التعليم والاقتصاد وفي الفترة من 1932- 1958 بوشر بتطبيق التعليم الثانوي وتنويعه وصدر نظام البعثات وقانون الوزارة وما بعد 1958 اعيد النظر بالمناهج واعداد الخطط التربوية الخمسية والدعوة لتكافؤ الفرص التعليمية، وتشكيل هيئة التخطيط التربوي وتميز التخطيط خلال هذه الفترة بالمركزية والتنفيذ اللامركزي كما اعطيت مساحة من الحركة على مستوى الحكومات المحلية خلال الاعوام الاخيرة. كما ساهم تعميم التعليم والزاميته والحملة الوطنية الشاملة لمحو الامية الالزامي والتوسع في التعليم المهني والتعليم العالي في توزيع الخدمات التعليمية توزيعا ً عادلا ً ومناسبا ً.اما توصيات البحث فقد حددت بحصر الامكانات المادية والبشرية والفنية لرسم صورة المستقبل بضوء الامكانات المتاحة وان يكون التخطيط تشاركي معلم وطلبة وأولياء امور ومنظمات المجتمع المدني لتجديد معالم وسياسات التربية بما يؤدي الى المشاركة الفعالة في التنفيذ وكذا اكدت التوصيات على دراسة واقع سوق العمل ومتطلباته من التعليم واستحداث هيئة وطنية مختصة باصلاح وتطوير السياسة التعليمية بما يتناغم ومعطيات الواقع الاجتماعي والصحي والثقافي، ودعم مراكز البحوث في مركز الوزارة والمديريات العامة للتربية لقيامها باعداد الدراسات والبحوث اللازمة لتطوير واصلاح وتجديد التعليم والتخلي عن الاصلاح الجزئي والعمل على وضع خطة استراتيجية شاملة.