ملخص الدراسة:

حظيت بطاقة الأداء المتوازن باهتمام العديد من الباحثين لعل من أبرزهم (Kaplan and Norton,2004)، إذ حاولا توظيف هذه البطاقة لقياس الأداء الاستراتيجي للمنظمات عبر مناظيرها الأربعة، إذ عدت هذه البطاقة من أحد المداخل المهمة لقياس وتقييم أداء منظمات الإعمال، وذلك لما تقدمه من منظور متكامل للأداء مما يسهم في معرفة المنظمات على اختلاف أنشطتها مواطن القوة وتعزيزها، وأوجه القصور وعلاجها، من هنا برزت أهمية اعتماد البطاقة في منظمات الأعمال بشكل عام والتعليمية بوجه خاص، بقياس و تقييم الأداء باعتماد البطاقة في مجال التعليم العالي فضلاً عن ذلك هناك منافع إضافية للمنافع السابقة، لعل منها تحقيق التطور المستمر للمناهج والأدوات والوسائل التي تستعملها الجامعات لتحقيق أهدافها، وتطوير هذه الأهداف بحيث تلبي حاجات المجتمع المتطورة، وضرورات نموه وتقدمه المتجددة.لذا جاءت الدراسة الحالية مستهدفة إمكان اعتماد هذه البطاقة وتكيفها لقياس وتقييم أداء جامعة الموصل بوصفها ميداناً للدراسة الحالية، وإمكان تكييف هذه البطاقة لتقييم أداء الجامعة.كما هدفت الدراسة الحالية- من خلال مجموعة من الفرضيات التي بنيت على أساس الإجابة عن الأسئلة المثارة في مشكلة الدراسة لعل من أبرزها: التعرف على واقع جودة الخدمة التعليمية والاستشارات فضلاً عن تقييمهما على النحو الذي يعكس فاعلية أداء الجامعة تجاه زبائنها، والتعرف على الاستثمار في البحث والتطوير على النحو الذي يعكس فاعلية أداء عمليات الجامعة الداخلية، فضلاً عن رصد قدرة الجامعة في تطوير كل من رأس مالها البشري، التنظيمي والمعرفي، من خلال دراسة الفروق المعنوية بين جودة الخدمة التعليمية والاستشارات التي تقدمها الجامعة، واختبار الفروق المعنوية بين الاستثمار في البحث والتطوير والإبداع، واختبار معنوية من عدم معنوية التطوير برأس المال البشري، والتنظيمي والمعرفي.تكون مجتمع الدراسة من طلبة الدراسات العليا مرحلة البحث في جامعة الموصل ، وعمداء الكليات ورؤساء الأقسام للكليات، إذ تم توزيع (222) استمارة استبانه تم إعدادها لهذه الغاية وتم استرجاع (181) استبانة صالحة، وتوصلت الدراسة إلى نتائج متعددة أهمها:1.رصدت أن للجامعة اهتماماً بإبعاد الجودة وأبرزها الملموسة منها، فضلا عن وجود استشارات مقدمة من قبل الجامعة بهدف ربط الجامعة في المجتمع، ومرد ذلك حرص الجامعة على إتمام رسالتها فضلا عن عراقتها وعدم وجود منافس لها في المحافظة الأمر الذي أبرز هذه الأبعاد.2. تأكد أن الجامعة تقوم بعمليات الإبداع، وتجدر الإشارة إلى أن نسبة الاتفاق لم تكن بالمستوى الذي يشير إلى وجود عملية مخطط لها في العمليات الداخلية الأمر الذي برز أنها بجهود فردية من السادة التدريسيين.3.أتضح بروز رأس المال البشري في منظور التعلم والنمو للجامعة، على العلى الرغم من من انه لم يكن بالمستوى المطلوب إذا ما نظرنا إلى المعدل، ومرد البروز يعود للكادر ألتدريسي للجامعة الذي يحوي على نخبة ممتازة ذات مسيرة علمية معروفة على مستوى القطر في أقل تقدير. 4.لوحظ وجود فروق معنوية للمنظور الزبائني، وعدم وجود فروق معنوية لمنظور العمليات الداخلية، ودل عليه من خلال عدم وجود أو ضعف وجود العوائد الاستثمارية المستحصلة من خلال الدراسة والتطوير، وضعف سعي الميدان المبحوث بمكافأة المتميزين في الدراسة والتطوير وعدم محاولتها لتقديم التخصيصات المالية الكافية لدعم الأنشطة العلمية وتقديمها التسهيلات الممكنة لإنجاز البحوث ونشرها، فضلاً عن انه لم يلحظ وجود فروق معنوية لمنظور التعلم والنمو، وهو ما يدل على انغماس إدارة الجامعة بالعمل الإداري وما يعزز وجهة النظر هذه أن للأبعاد وجوداً من خلال الوصف والتشخيص إلا أنها غير مؤثرة في الميدان.وختاما خلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات التي جرى استخلاصها في ضوء النتائج التي تم توصل الباحثين إليها.